آخر الأخبار
عاجل

(استطلاع بالقوة) داخل الحدود السورية وجبهة المواجهة في طور التوسع ..

(استطلاع بالقوة) داخل الحدود السورية وجبهة المواجهة في طور التوسع ..
الشريط الإخباري :  
خاص- حسن صفيره
 في الواجهة السياسية والأمنية والعسكرية التي تحيط بالمنطقة العربية والعالم، وعلى الرغم من اضطراب المناخ السياسي العالمي بفعل الة الحرب الصهيونية على قطاع غزة، اصبح الأردن المحطة الأولى لاستهداف قوى الشر  لحدوده وأمنه، ليجيئ رد الأردن على مسلسل الاستهداف الذي نشط خلال السنوات العشر الماضية بفعل الحالة السياسية المتأزمة بالجوار السوري، ليدك قلب ذلك الاستهداف، عبر عشرات المواجهات العسكرية وتنفيذ قواعد الاشتباك مع عصابات تهريب المخدرات واحباط مئات العمليات التي شكلت في مجموعها لكميات هائلة من المخدرات يعكس حجم التحدي الذي يجابهه الأردن، كان ابرزها العام المنصرم باحباط  دخول أكثر من 16 مليون حبة كبتاغون، ما يعادل الكمية التي ضُبطَت طوال عام 2021.

انها ليست المرة الأولى التي ينفّذ فيها الجيش الأردني غارات داخل الأراضي السورية لإحباط عمليات تهريب، والتي زادت بعد الازمة السورية عبر الحدود الأردنية السورية الممتدة على مسافة 375 كيلومترا، في عمليات منظمة  تستعين بطائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات دفعت بالخارجية الاردنية عبر وزيرنا الفذ ايمن الصفدي لتحذير الجهات والعصابات والمنظمات التي تقف خلف تلك العمليات بأن الاردن" لا تتعامل مع تهديد تهريب المخدرات باستخفاف، وحال لم نرَ إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهة هذا التهديد، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا"، وهو الامر الذي لن يتوانى فيه الاردن بدلالة العملية العسكرية التي اعلنها الجيش اول امس، و الذي طالعتنا به القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، عن حادثة مقتل وإصابة عدد من المهربين خلال الاشتباكات المستمرة ما بين قوات حرس الحدود الأردنية والمجموعات المسلحة على الحدود الشمالية ، تأكد للعالم أجمع وللجهات الداعمة لعمليات اختراق الحدود الاردنية لغايات تهريب السلاح والمخدرات، بأن ذلك التمترس باستهداف الاردن لم يزده الا قوة ومنعة وضعت الدولة الأردنية بموضع الطرف الشرس الذي نجح بدك معاقل عصابات مهربي المخدرات.

وما اتبع ذلك من دخول الديبلوماسية الاردنية بتعزيز خطوط المجابهة بعد لقاء خارجية الوزراء العرب ايار الماضي، ودفع الدولة السورية للالتزام حسب بيان لها، بأن سوريا "ستتعاون مع الأردن والعراق في تشكيل فريقي عمل سياسيين/أمنيين مشتركين منفصلين خلال شهر، لتحديد مصادر إنتاج المخدرات في سوريا وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات تهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهاء عمليات التهريب".

ان العمليات الحربية التي يشنها بواسل جيشنا العربي يطلق عليها بالعرف العسكري "استطلاع بالقوة" وذلك لكشف مكامن القوة والضعف لدى الجهة المقابلة بجميع مسمياتها ان كانت على شكل عصابات ام منظمة بصورة جيش متكامل وهذا يعني ان هنالك نظرة افقية قابلة للتطور في اي لحظة وساحة الميدان مُهيئة للتوسع على طول الخط الحدودي وهنا على الاردنيين الاستعداد اكثر لاستيعاب هذه المسألة المعقدة والتي لم ينفع معها العلاج خلال السنوات الماضية و اوصلتنا همجية الاخرين لاستخدام الكي بالنار والحديد دفاعا عن وطننا والاجيال القادمة . 

ان الدولة الأردنية وعبر اكثر من عقد تقف على ماكنة تأهب يقودها رأس الهرم سيد البلاد بكثير من الجهد الدولي لتكريس اهمية الدور الاردني في حفظ امن العالم لا المنطقة فحسب، ليجيئ دور المؤسسة العسكرية بمحط حسد لأعتى الدول لا سيما والحديث هنا عن دور مركب معقد يضطلع فيه الأردن الرسمي في معادلة التوازن الاستراتيجي العالمي، اضف الى ذلك الجهود التي يبذلها جهازنا الامني والعسكري داخليا وخارجيا للاحاطة بحرب المخدرات العالمية التي وجد الاردن نفسه احد اهم اقطابها لجهة المواجهة والمجابهة والبراعة منطلقا من ثوابته وحماية سيادته .

فكلنا عسكر وكلنا فداءا للوطن وللملك