تشويه متعمد؟
الشريط الإخباري :
أيمن عبد الحفيظ - ايا كانت الاهداف الكامنة وراء لجوء البعض واعطائهم انفسهم الحق بتشويه جدران المنازل والشوارع والطرقات للآخرين بكتابة الفاظ تخدش الحياء العام، او وضع اعلانات معينة وبطرق بدائية لعمل معين مع تمهير «الخربشات» التي تكتب بارقام هواتف بهدف الاتصال بهم لمن يرغب استئجار خدماتهم «كتشيك مزارعكم او خدمات مواسرجي او كهربائي».. وغير ذلك فما هو إلا تشويه متعمد لجمالية المنطقة التي يكتب بها على الجدران والتي غالبا ما تكون بخط اليد والذي يكون رديئا وبالكاد تستطيع ان تفك الخط حتى يتسنى لك فهم المراد منه.
المشكل الذي اتحدث عنه ليس في العاصمة عمان وحدها بل طال معظم محافظات المملكة من الشمال وحتى الجنوب وفي غالبيتها لمراهقين يكتبون على جدران المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء مع رسومات، وتكون الصدمة انهم يكتبون بلغة عربية ركيكة واملاء سيئ وكلمات جارحة تخدش الحياء العام.
فهل الهدف من كتابة الاعلانات التي تعكس عدم تعلم كاتبها او التعبير عن ما يدور بخلد الحدث حين يكتب تشويه الأماكن العامة بالكتابة والرسومات لان ذلك بحد ذاته امر مزعج ولن ينتهي إلا بتظافر الجهود ما بين الأسرة، والمدرسة لمن هم من المراهقين وهنا سنتمكن من إنهاء المشكل او تقليله لاقصى الحدود وتكون الأماكن العامة والخاصة نظيفة من تلك الممارسات السيئة، فالجدران والأبواب والطاولات في المدارس تشتكي من جور فئة غير مبالية!!، ولا بد من تفعيل رصد ومراقبة هذا السلوك غير المسؤول والعمل على فرض غرامات مالية من الجهات المعنية التي يسبقها تربية سليمة في المنزل وتقويم في المدرسة سوف تقضي على هذه الظاهرة.
اما فيما يتعلق بمن يقدم خدماته عبر الكتابة على جدران الاخرين فلا بد من تحرك المسؤولين فورا بالاتصال مع الارقام المكتوبة وترتيب موعد ثم التصرف وإجبار اصحابها على تنظيف ما كتب وتغريمه ماديا؛ لأن ما يوجعها جيوبهم لاجيوب الاخرين وإلا لما كتب على الجدران في الاساس، وفي حال التكرار فيقدمون للقضاء ويتم الزج بهم في السجن تكفيرا عما اقترفت اياديهم.
فالفارق كبير بين ان تنظر لطريق او شارع جميل وبه اشجار ونظيف وبين ان تنظر الى شوارع تكون الكتابة الرديئة والمنفرة على جدران منازلها او مدارسها الغالبة وقد تكون كلماتها سوقية تعطي المار بالمنطقة فكرة سلبية عمن يسكن فيها وهي فكرة خاطئة طبعا وذلك يؤدي ايضا الى تلويث المنظر نظريا.
والامر برمته كما فهمته من اطباء نفسانيين يعود الى إضطراب ذهني نفسي لدى من يقدم على الكتابة ليعبر به عما يجول في خاطره؛ لأنه لا يملك الشجاعة الكافية لمواجهة الاخر او حتى التحدث إليه.
وفي حالة الاعلانات الرديئة فإن من يمارسها يعتقد انه بذلك يؤمن عمله دون ان يتكلف ماديا وبالتالي فإن نجاحه في عمله سيعمل على تشجيعه في المضي قدما بتخريب جمالية جدران كافة المواقع.
وكما قلت فالرادع لابد وان يكون موجعا ومؤلما ماديا لمقترف الكتابة حتى نضمن عدم تكرار فعلته السيئة بحق المجتمع والاخرين.
وفي واقع الامر فإن غالبية المنشآت الحكومية والخاصة تضع كاميرات مراقبة تستطيع تحديد الفاعل فورا، ولا بد من تفعيل الامر؛ لأنه وصل حدا لا نستطيع السكوت عليه.
وللحديث بقية.