قاديروف في وطنه الثاني

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
مروان سوداح - جاءت زيارة رئيس جمهورية الشيشان، رمضان أحمد قاديروف، إلى المملكة، بعد عودة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الوطن، إثر اختتام مشاركته الفاعلة في مؤتمر منتدى «فالداي» الدولي واسع التمثيل، الذي عُقد مؤخراً في مدينة سوتشي الروسية، ولقاءاته المُثمرة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وقيادات الدول الاخرى المشاركين فيه. 
 في جولة المباحثات التي جمعتهما، وصف جلالة الملك والرئيس قاديروف علاقاتهما وعلاقات بلديهما بالأخوية، وهي إشارة تؤشّر على أهميتها وعلّوها وقوّتها، وإرادة البلدين لصيانتها وتطويرها في جوهر يكتسب الثّبات والإفادة، وبخاصة منذ الزيارة الاولى لجلالة الملك إلى الشيشان في عام 2014.
  ومن المؤكد، أن زيارة قاديروف تُشكّل دفعة جديدة ونوعية لمجمل العلاقات الاستراتيجية التصاعدية بين الاردن وروسيا، فالاردن بالنسبة لقاديروف وطن الدعوة الاسلامية. زد على ذلك، تُعتبر الزيارة نقلة جديدة تؤكد تميّز محتوى وصِلات الدولتين والشعبين، وبالذات في فضاء علاقات الاردن الطيبة مع الجمهوريات الروسية ذات الغالبية الاسلامية في منطقة القوقاز، والكيانات الحكومية الروسية الاخرى في أصقاع روسيا، وكذلك في اللقاءت المثمرة لجلالته مع القيادات الدينية الاسلامية في روسيا، ذلك أن جزءاً فاعلاً من مواطني المجتمع الاردني الذين ساهموا مساهمة فعّالة ورئيسة في بنائه وتشييد الدولة الاردنية، يعودون بأصولهم القومية والتاريخية إلى جمهورية الشيشان، وإلى جانبهم قوميات قوقازية أخرى، تلعب أدواراً مهمةً في تعزيز العلاقات الثنائية ما بين تلك الجمهوريات القومية والاردن وروسيا.
 وفي هذا الإطار نلاحظ بأن الرئيس قاديروف زار عدداً من الأماكن في المملكة، من بينها إسلامية، والتقى عدداً من الشخصيات الشيشانية الاردنية، وتناول معهم بالبحث الملفات التي تهم الطرفين، وتلك التي تشكّل مدار الاهتمام لشيشان الاردن، وعلى وجه الخصوص تواصلهم النشط مع أقاربهم في دولة الشيشان، وواقع ازدهارها في ظل مسيرة التقدم ألتي تشهدها، وتميّز علاقاتها مع الاردن والذي درس والد الرئيس رمضان، الشهيد أحمد قاديروف، في كلية الفقه بإحدى جامعاته الاردنية. ومن الشواهد الاخرى الطيّبة لعلاقات البلدين، الافتتاح الذي جرى في  العام الماضي لحديقة «ألحسين بن طلال»، وتقع في العاصمة غروزني، على الشارع الذي يحمل أسم جلالة الملك عبدالله الثاني الذي سُمِّي بإسم جلالته قبل سنوات، حيث تشغل الحديقة مساحة قدرها 6.4 هكتاراً، يتوسّطها بحيرة مائية، وتضم نصباً تذكارياً لشهداء (الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي – 1941-1945)، ومرافق ترفيهية مختلفة، ومسرحاً صيفياً، ومِضماراً للتزلج، وملاعب وساحات للأطفال، ومساحات مخدومة للترفيه والتنزّه للمواطنين، مترابطة بطرقات عصرية وأشجار زينة ونباتات تجميلية.
 وفي تحليلنا لزيارة قاديروف إلى وطنه الثاني - الاردن، نلمس تركيزها على مسارين إثنين رئيسين، أحدهما إسلامي، والآخر إنساني، إذ يَهتم الاردن بتأكيد شرعية وصايته الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف وجوارها، ودوره الديني والتاريخي الرئيس في حمايتها وصيانتها، إذ أجمع العَالم عبر العصور على اعترافه بهذه الوصاية وهذا الاشراف، والذي لا نقاش فيه وعلى مستوى القيادات المسيحية العالمية أيضاً. إضافة إلى تواصل الاردن بتعميق علاقاته وتعاونه الكبير مع العالم الاسلامي ومسلمي العالم، الذين يتطلعون باهتمام إلى قداسة أرض الاردن دينياً، ونشاطه ودوره المَلحوظ في حوار الحضارات والأديان، والنشاط الدولي الكبير للمعهد الملكي للدراسات الدينية في العاصمة عمّان، ولناحية تطبيع العلاقات الانسانية بين الامم والشعوب وإبعاد شبح الحروب، وهنا لا بد لنا أن نُشير إلى تواصل المملكة ببذل جهودها في مختلف المجالات لتحقيق سلام شامل في منطقتنا المُعذّبة والمُبتلاة بالحروب والصراعات والتدخلات الخارجية.
*صحفي وكاتب، ورئيس رابطة القلميين العرب الدولية حُلفاء روسيا.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences