( من يقرأ الأحداث بعين الربيع؟ )

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

كُتب على الشعوب العربية أن تخوض معارك التحرر من الطغيان وتطهير أوطانهم من العملاء واللصوص فكانت ثورتهم واضحة المعالم والأهداف مفتقرة بالوقت ذاته الى قيادة موحدة وهذه احدى المعضلات التي تواجه ثورة الربيع العربي، وتزامن وقتها مع بداية افول الهيمنة الأمريكية وضعف قبضتها على المنطقة العربية والتي أدت الى ضعف عملائها واهتزاز شرعيتهم،
أمريكا لاتريد الخروج من المشهد الا بتغيير اللعبة القديمة المتمثلة بدعم كل نظام دكتاتوري عميل يضبط القطر الذي يحكمه وهذه اللعبة لن تصمد أمام ضربات الربيع العربي التي تخمد تارةً وتثور تارةً اخرى، تتجه امريكا الآن الى اللعبة الإقليمية!!
ليس أمامها غير إيران وتركيا لتقوما بلعب الدور المتضاد والمتسق بنفس الوقت ولكل منهما اجندته ورؤيته التي تخدم مشروعه!!
ولكل منهما ادواته في تنفيذ مهامه الموكلة له من اعلام وكتاب وعلماء ومفكرين لتفرض على شعوب الربيع العربي واقعاً جديداً يخالف مشروعه الثوري واهدافه الاستراتيجية!!
وليس من الصدفة أن تمثل هاتان القوتان مذهبين متنازعين السنة والشيعة لتوجيه شعوب المنطقة الى الاصطفاف المذهبي واحتماء كل منها بإحدى القوتين الاقليميتين ليتم التخلي عن مشروع الثورة واهدافها،
إن الشيعي الثائر في العراق يحمل نفس المطالب التي ثار من اجلها السني في الشام ومصر وبقية الأقطار
الإستقلال والحرية في اختيار من يمثله والعيش الكريم واسقاط الفاسدين واللصوص، إنها المطالب الرئيسة والواضحة والمجمع عليها والتي تفتقد في الوقت ذاته الى قيادات موحدة تمثل هذه المطالب وتصطف خلفها الجماهير الثائرة،
نعم قد تتقاطع بعض المصالح مع تلك القوتين ولكن من الخطأ أن نرتمي بحضن احدهما الى حد الخضوع لأجندتهما لأنهما في الواقع لا يخدمان ثورة الربيع العربي على المدى البعيد.
يجب التفكير بشكل مستقل عن اي قوة خارجية والاستفادة من تضارب المصالح الدولية والإقليمية دون الارتماء بحضن أحدٍ منها حتى لا نقع بالفخ مرةً اخرى.

الكاتب 
(محمد الناصر)
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences