المسيرات التضامنية .. مراهقة سياسية واجندات شخصية ومصالح انتخابية واحزاب ميكافيليه .. ولكِ الله يا "غزة"
الشريط الإخباري :
خاص : حسن صفيره
هذه المادة ليست شعبية ولن تلقى تأييد من الغالبية ولكن الكلام الحق يجب ان يقال مهما كانت الردود السلبية فمن حق اي دولة في العالم ان تحافظ على سلامة مقدراتها واصولها وموجوداتها وكيانها وان لا تسمح بأي حال من الاحوال المس بحياة ابنائها وشعبها ضد كل ما يعرضهم للخطر او السوء وان تعمل بقوة لجمح كباح وعنفوان كائن من كان سواء افراد او جماعات بعد الشعور والحس الامني بأحتمالية حدوث ما يخل امنها ويزعزع حالة الاستقرار سواء كان ذلك نتيجة مسيرات او اعتصامات او حتى وقفات تضامنية من داخل مجتمعها المحلي .
التعاطف مع اهلنا وابناء عروبتنا وعقيدتنا في غزة شيء مقدر وواجب يفرضه حكم الدين والشرع ويؤكد عليه وحدة الدم والمصير العروبي ويجب احترامه وتقديسه وتوفير كافة السبل الكفيلة بانجاح هذا التعاضد ومناصرة اخواننا غربي النهر ضد آلة الحرب لجيش الاحتلال الاسرائيلي والموصوفين حالياً بـ (النازيون الجدد) والذين يستخدمون كل اسلحة الدمار الشامل في قتل المدنيين العُزل حتى فاق عدد الضحايا لاكثر من 35 الف شهيد جلهم من الاطفال والنساء مخالفين بذلك كل القوانين الدولية واصدارات حقوق الانسان والمرأة والطفولة .
الحالة التضامنية التي شجعتها وسمحت لها بالتعبير الدولة والحكومة لوقت قريب من الزمن بدأت تخرج عن مساراتها الطبيعية وباتت الشعارات المطروحة "الدخيلة" تمس كياننا الاردني ودولتنا حتى وصل الامر لتناول رأس الهرم والنظام علما ان نفس الشارع شهد تناغم وتوافق عالي جدا بينه وبين قيادته وحكومته واجهزته في الرفض المعلن لما يحدث في غزة وتفوق نظامنا الاردني على كل الانظمة العربية والاسلامية في دعم صمود اهلنا هناك سواء في المواقف السياسية او حتى بتسيير قوافل الاغاثة الجوية وكسر الحصار المفروض والتي اضطرت معها دول اخرى للتنسيق معنا لايصال المساعدات الغذائية والدوائية للغزيين المنكوبين .
نعم سنبقى الداعمين الاوائل لاهلنا في فلسطين ولن يثنينا عن ذلك شيء طال الزمن ام قصر كما نحن ايضل وبنفس المسافة والوقت والزمن نحن في خندق الاردن ندافع عن وجوده وحدوده ولن نسمح للبعض بركوب الموجة وتجيير ولاءات الشعب الاردني "العاطفي" للكيانات الخارجية كما ان حرابنا ستكون موجهة لصدور وقلوب ونواصي كل من يحاول المساس بعرشنا وقدسية علمنا وطهارة هاشميتنا ولن نسمح بالمزاودة على مواقف دولتنا المنفردة والشجاعة اتجاه فلسطين وشعبها .
أن استغلال البعض للظرف الحالي في غزة باعتدائهم على رجالات الامن العام وشتمهم ورفعهم لسقف المطالبات في الغاء المعاهدات الدولية والاتفاقيات الثنائية هو ضرب في عمق الدولة وسيادتها وكينونتها ولم يخبرنا المطالبين والمطبلين عن الاثار القانونية والمادية السلبية نتيجة تنفيذ هذه "الفزلكة" والمراهقة السياسية وما هي ابعادها ونتائجها على وضع الاردن بين دول العالم والثقة التي بناها رجالات الاردن على مر العقود الماضية بل كيف سيكون وضعنا الاقتصادي الذي نعاني منه اصلاً وكيف سيزداد سوءاً على سوء .
ختاماً .. على الجميع ان يضع نصب عينيه بأن قوة الاردن ومنعته هو صمام آمان لنصرة قضيتنا الاولى فلسطين وان لا يغيب عن ذهننا بأننا نقع على اطول خط مواجهة لعدو يُمني النفس لاشاعة الخراب والفوضى في البلد لتشتيت البوصلة عنه وعن جرائمه المرتكبة ضد اهلنا وعلى جميع الجماعات والاحزاب السياسية "الميكافيليه" التي تستغل الدم الغزاوي النازف وتقوم بركوب الموجة لتعظيم مصالحها الشخصية وتمرير مكاسبها الانتخابية ان كفوا عن ما انتم فيه وعودوا الى صوابكم وابتعدوا عن الشيطان الاكبر والاصغر فعمان ليست طهران والزرقاء لا تشبه لبنان واربد بعيدة كل البعد عن دمشق واصفهان بل ان كل المدن الاردنية تسير خلف مليكها وقائدها من الدرة للطرة وستبقى الاردن حُرة .