آخر الأخبار
عاجل

وزيرة العدل في حكومة الظل العمالية البريطانية : ديني الاسلامي مصدر ثباتي

وزيرة العدل في حكومة الظل العمالية البريطانية : ديني الاسلامي مصدر ثباتي
الشريط الإخباري :  
نشرت صحيفة "التايمز” مقابلة مع وزيرة العدل في حكومة الظل العمالية، والمرشحة لتولّي الوزراة، حالة فوز حزبها في الانتخابات العامة، شابانا محمود، قالت فيها إن حزب "العمال” خسر ثقة المسلمين بسبب حرب غزة. وقالت إن الطريقة التي تعامل فيها كير ستارمر مع الحرب في غزة "جرحت الناس”.

وحذّرت محمود من أن حزبها قد يجد صعوبة في إصلاح العلاقات مع المجتمعات الإسلامية، بسبب ردة الفعل على مواقف ستارمر. فقد هُوجم زعيم "العمال” في الخريف، عندما رفض الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وبدا داعماً، في مقابلة مع راديو "أل بي سي”، للحصار الذي فرضتْه إسرائيل على غزة، ومنع دخول الطعام والمياه والكهرباء عن سكانها. وهي تعليقات أكّدَ لاحقاً أنها لم تُفهم جيداً، أو أسيء تفسيرها.

محمود: حزب "العمال” خسر ثقة المسلمين بسبب حرب غزة.. والطريقة التي تعامل فيها ستارمر مع الحرب جرحت الناس

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، غادر عددٌ من نواب المقاعد الأمامية "العمال” في مجلس العموم للتصويت لصالح قرار يدعو لوقف إطلاق النار، في وقت أظهرت فيه استطلاعاتُ الرأي تراجع الدعم لـ "العمال” بين الناخبين المسلمين.

وقالت محمود إن "النبرة العاطفية” لـ "العمال” فشلت في الاستجابة للّحظة. وأوضحتْ: "تركت الناس يشعرون بالجرح، وغير مفهومين، ونزعت عنهم الشرعية”، و”أعتقد أن مقابلة أل بي سي، وعدداً آخر من الأمور في تلك الفترة، قادت إلى فقدان ثقة المجتمع المسلم البريطاني، والتي نحن بحاجة لإعادتها”.

وعندما سُئلت إن كانت هناك فرصة للحصول على الثقة مرة أخرى، أجابت: "أعتقد هذا”، ولكنها أضافت أن المهمة "لن تكون سهلة”، ولأن "الناس مجرحون”.

وأصبحت محمود أول وزيرة في حكومة الظل لـ "العمال”، والتي خرجت عن الخط الرسمي، في تشرين الأول/أكتوبر، حيث اقترحت، في رسالة للناخبين في منطقتها، أن إسرائيل قد تكون مذنبة بجريمة "عقاب جماعي” ضد المدنيين في غزة. وتعتبر محمود من أبرز المسلمين في البرلمان، ووصفت دينها بأنه "مركز حياتي”.

وتراوحت مواقف ستارمر من الحرب على غزة، الذي اتبع في معظمها موقف حكومة المحافظين والحكومة الأمريكية الرافض لوقف إطلاق النار، ففي 31 تشرين الأول/أكتوبر، أكد ستارمر أن إسرائيل لها الحق بالدفاع عن نفسها بعد هجمات "حماس”. ثم جاء مسؤول العلاقات الخارجية، ديفيد لامي، بعد أسبوعين، ليطالب "بتوقفٍ إنسانيٍّ” للحرب.

 ثم طالب ستارمر، في كانون الأول/ديسمبر، بـ "وقفة طويلة للأعمال العدائية”، وطالب "العمال”، بعده، "بوقفٍ مستدام لإطلاق النار”، في 19 كانون الأول/ديسمبر، ومن ثم حثَّ على "وقف إنساني للنار ومباشر”، وقبل التصويت المهم في البرلمان، في شباط/فبراير.

ووَجَدَ استطلاعٌ، نشرت نتائجه في شباط/فبراير، أن نسبة 60% من المسلمين تخطط لمنح أصواتها لـ "العمال” هذا العام، مقارنة مع 86% في عام 2019، حيث دعم المسلمون سلفه جيرمي كوربن.

وتناولت محمود في المقابلة سياسات "العمال” في المستقبل بشأن إصلاح السجون، وأن حكومته ستقوم بتصنيفها بفئة "مهمة وطنياً”، أي تسريع الخطط المقدمة للوصول إلى 20,000 مكان في السجن.

وقالت النائبة البالغة من العمر 41 عاماً أن أحد أفلامها المفضلة هو "شوشانك ديميشن”، وحذّرت من أن السجون وصلت مرحلة الانهيار، وأن نسبة تكرار الجريمة لا تزال في مستواها بين من أفرج عنهم.

وقالت: "الكثير من الأشخاص يدخلون السجن ثم يخرجون منه مجرمين أفضل”، و "السجن هو جزء ضروري من كيفية إخبار المجتمع أنك ارتكبت خطأ، وعليك دفع الثمن”.

ولو أصبحتْ وزيرة للعدل ومستشارة فإنها لن تكون مثل بقية الحراس الذي تولوا المنصبين، فوزير العدل استحدث عام 2007، أما المستشار القانوني فقائم منذ 1,400 عام. وستكون أول امرأة تحتل المنصبين، باستثناء ليز تراس، رئيسة الوزراء السابقة، التي لم تستمر فيهما سوى أقل من عام.

شابانا محمود: السجون وصلت مرحلة الانهيار، ونسبة تكرار الجريمة لا تزال في مستواها بين من أفرج عنهم

وشابانا محمود متخرجة من جامعة أوكسفورد، وهي مسلمة ملتزمة، والابنة الكبرى لباكستاني من كشمير. وهي نائبة عن منطقة ليوود في بيرمنغهام، وكانت صائمة أثناء المقابلة في مكتبها بالبرلمان. وتقول إن دينها كان مصدر ثباتها الداخلي خلال الاحتجاج على موقف حزبها من حرب غزة وتصاعد الإسلاموفوبيا.

إلا أن دعوة ستارمر المتأخرة لوقف إطلاق النار خفّفت من الضغط. وقالت إن "ديني هو مركز حياتي، ويدفعني للخدمة العامة، ويدفعني  للطريقة التي أعيش فيها حياتي وأنظر إليها”، و”أعتقد  أن الحياة هي هبة من الله وهي أيضاً امتحان. وأشعر أنني محظوظة في حياتي، وعليك الخوف من نجاحك لأن عليك الإجابة عنه واستخدامه للأحسن، وبهذه الطريقة أفكر في مسيرتي السياسية”.