الدور الايراني "القذر" ووعي الاردنيين والكلام الذي يجب ان يُقال ...
الشريط الإخباري :
خاص- حسن صفيره
في السجال الدائر بالمنطقة العربية لجهة بسط النفوذ خدمةً لمشروعها السياسي والعقائدي، لا زالت دولة ايران ومنذ نحو عامين تكثف استهدافها بحسب مراقبين استقرار الأردن، وعبر ادوات عدة اولها كما هو واضح وجلي المناورات التي تقف عليها ايران على الحدود الأردنية – العراقية بحشد عناصرها بصورة مستفزة بحجة عبور الحدود الأردنية مع دولة الكيان لنجدة غزة كما يزعمون، لتستغل إيران حرب غزّة من أجل تعزيز مواقعها في المنطقة العربية .
مناورات ايران المكشوفة والتي تستهدف استقرار المنطقة لا الاردن فحسب، وضعت ايران تحت مرمى الانتقاد بيد ان الحلقة الالتفافية التي تعمل عليها دولة ايران باتجاه الاردن، ومحاولتها اختراق حدوده، لديها الطريق الاسهل والاكثر نجاعة بتوجيه حشودها عبر مساحة نفوذها في سوريا حيث يمكّنها ذلك النفوذ من الوصول الى غايتها المزعومة!
على الجانب الاخر، وفيما تستنزف الدولة الأردنية مؤسستها العسكرية والأمنية للتعامل مع ملف ادخال المخدرات الذي يقف وراءه جهات في سوريا ومن خلفه مخطط إيراني بهدف احراج واغراق الاردن واستنزاف قوته الامنية والعسكرية كهدف معلن يقود لهدف اخطر يتمثل بالضغط على الاردن وحرف بوصلته عن مهامه المقدسة ازاء القضية الفلسطينية ككل.
ولم يعد خافيا على الأردنيين دولة وشعب بالدور الإيراني الذي يستهدف إغراق الاردن بالمخدرات وتحويله الى معبر لتوزيع المخدرات والأسلحة لتكون اداة ضاغطة بيد النظام الايراني على حساب الاردن، هذا الى جانب ما يؤكده مراقبون من ان إيران لم تعد تكتفي بوجودها العسكري في الجنوب السوري للضغط على الأردن وتهريب المخدرات عبره، بل ان هناك ميليشيات عراقية تابعة لـ"الحرس الثوري" تسعى إلى وقف تزويد الأردن بأي نفط عراقي بأسعار مخفضة.
مؤخرا، وفي سياق العاطفة التي تقود الاردنيين ازاء الحرب على غزة، وخروج الاردنيين الى الشارع وتلك الاحداث التي دارت رحاها في محيط سفارة العدو الصهيوني بمنطقة الرابية، فقد كان جليا ان هناك ماكنة عمل خارجية ايرانية تعمل على تهديد امن واستقرار الأردن ، وقيام شخوص من مريدي ايران في الاردن بتحريك الشارع تحت عنوان التضامن مع غزة على الشاكلة التي رأيناها بمحاولة بعض المتظاهرين بالاشتباك مع عناصر القوة الامنية.
ايران في رؤاها الخيالية تنظر الى الاردن بانه الحلقة الاضعف، وتدفع بمريديها لرفع سقف المطالبات الاردنية كرد على حرب غزة بالغاء معاهدة عربة، وهو المطلب الذي يتوافق واهداف اليمين النازي الصهيوني، متعامين عن ان اتفاق وادي عربة حمى الأردن ووضع حدّا لأيّ تفكير صهيوني في اعتبار الاردن وطن بديل للفلسطينيين.
هؤلاء الذين يتشبثون بخيوط اللعبة التي تديرها ايران بالمنطقة والاردن يرفضون الاعتراف بالدور الأردني في احلال الاستقرار الإقليمي، ويدفعون مع ايران في تقويض دور الاردن بحماية القضيّة الفلسطينيّة، والاخذ بناصيتها لتصفيتها وادخال نحو خمسة وسبعين عاما من النضال الفلسطيني الى زاوية العدم خدمة للمشروع الايراني !!
الان اصبح من الواجب وقبل اي وقت مضى حتى لو كلفنا ذلك حياتنا وارواحنا في الحديث وبكل صراحة ووضوح عن الدور الايراني القذر الذي يمارس سراً وعلناً للعبث بسياجنا الاردني ووحدتنا وباتت الفيديوهات التحريضية المجوسية تغزو شبكات التواصل الاجتماعي ومنها مناداة الشعب لرفع السلاح ضد نظامه وضد اجهزته الامنية والمطالبات المسمومة بالغاء الاتفاقيات الدولية بقصد الاحراج والايعاز لبعض المرتزقة (وهم بالمناسبة معروفين) للتطاول على الاركان والرموز وكل هذا تحت ذريعة نصرة غزة والقضية الفلسطينية .
قيادتنا حكيمة وتتحلى بالصبر دوماً وتتغاضى عن الاساءات وتتسامح عن التجاوزات لا ضعف والله ولا هوان لا سمح الله بل تواضعاً وحكمة وبالمقابل فأن جُل شعبنا الاردني وبجميع اطيافه السياسية والاجتماعية يسيرون خلفها مساندين وداعمين للخطوات المبذولة لنصرة الاهل في غزة وفلسطين ولعل اجهزتنا الامنية الذين هم بالنتيجة اخواننا وابنائنا وبناتنا يتحملون ما لا تتحمله الجبال من اساءات وشتائم ويتجاوزونها وهمهم يتمثل في الحفاظ على سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم ويبقى الاهم في هذه المعادلة والرهان على وعي المواطن الاردني الذي لم ولن يسمح ابداً بخراب بيته والعبث بمقدراته وتاريخه ومنجزاته وسيعلم المارقين والمنبطحين والمطبلين للعمامات السوداء والمسابح الطويلة ان الاغلبية الصامتة الصابرة ستقول كلمتها ونتمنى ان لا يسمعوها .