بعلم وموافقة الامريكان على المكان والزمان .. مسرحية مكشوفة لايران بضرب وهمي للكيان

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص- المحرر
في غرائبية "مسرحية" الهجوم الإيراني على دولة الكيان الصهيوني الليلة الماضية حادثة يستوجب الوقوف عندها، والحديث هنا عن وصف الهجوم بالصفقى، لا سيما وأن تسريبات اعلامية قالت من ان الهجوم جاء بعد مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران لتحديد سقف الهجوم بحيث لا يوقع أضرار على الجانب الصهيوني، ما يحفظ محدودية دائرة الصراع، الامر الذي سعت اليه دولة ايران الى تقديم نفسها الند الذي لا يشق له غبار امام الكيان الصهيوني، وينسف بذات الوقت وسم "هجوم" على الصعيد العسكري الحربي !

الملفت في مسألة الهجوم الايرانية برمتها، انها اسقطت بعلم او دون دراية فكرة ان المقاومة القسامية سبقتها بضرب العمق الاستراتيجي لدولة ذات ترسانة ممولة امريكيا وغربيا، وما تلا ذلك من لعثرة اوراق الاقتصاد العالمي جراء ما ذهب اليه الوضع في البحر الاحمر .

تقارير صحفية غربية نقلت عن مسؤولين صهاينة بأن تل أبيب ستتسامح مع هجوم "لا يوقع خسائر مادية"، وذلك ما دللت عليه تصريحات البيت الابيض خلال الساعات التي اعقبت الهجوم بالقول بأن الادارة الامريكية كانت على علم بالضربة وحجمها ومكانها وتوقيتها، بمعنى يعري المسرحية التي تأهب لها الاردن بصورة غير مسبوقة بالنظر الى مرور صواريخ المسرحية عبر اجواء المملكة، وما رافق ذلك من رسائل سياسية اردنية حذرت الى مستوى التهديد ان الاردن لن يتساهل مع اية تهديدات قد تمس سيادته جوا او بحرا او برا.

الاهم، ثمة اسئلة تطفو على سطح المشهد الايراني تتمحور حول الموقف الايراني الذي ظل خامدا على مدار الستة أشهر الماضية من حرب الابادة التي تمارسها الدولة الصهيونية بحق اهلنا في قطاع غزة، واين كانت ايران منذ 6 شهور على الحرب وحصيلة 35 الف شهيد جُلهم من النساء والاطفال الرضع والشيوخ الركع ، بل اين كانت ايران من مجازر العدو في المستشفيات التي شهدت مجازر غير مسبوقة بالتاريخ وجائت الضربات الصهيونية في حربها على البنى التحتية وتسوية مدن واحياء كاملة مع مستوى الارض ..؟؟

التساؤلات المشروعة تقودنا ايضا الى البحث عن سبب إصرار ايران لتوجيه صواريخها لدولة الكيان عبر الاجواء الاردنية، ولماذا لم تعمد الى استخدام الاجواء السورية عبر الجولان، حيث يتمركز في تلك البقعة الجعرافية نفوذ 
ايران من ولاء وانتماء ومذهب وبسط سيادة، ولماذا لم تذهب ايران لتنفيذ مسرحية الهجوم عبر وكيلها في لبنان "حزب الله" لا سيما وانها جبهة قيد الاشتعال!!

اذا كان هدف المسرحية الإيرانية الرد على قصف دولة الكيان  قنصليتها في دمشق ، فتلك مصيبة عظمى، فالاجدر بها الرد من ذات المكان، لا اقحام الاجواء الاردنية وجر الاردن الى موجة اشتعال لا تخدم مصالحه ولا مصالح المنطقة برمتها .

نقول لايران لا تجعلوا من القضية الفلسطينية اداة للوصول لاهدافكم للسيطرة على الشرق الاوسط والخليج، وعلى صناع القرار الايراني ضرورة اعادة النظر بحساباتهم ازاء الاردن عسكريا وسياسيا، فمن الصعوبة بمكان  ان يتموضع الاردن حسب سياسات او اهداف الاخر، ولا حاجة للتذكير ان القضية الفلسطينية اولوية اردنية ومسألة غير قابلة للتحدي ، فما قدمه الاردن للقضية يوازي ما قدمه العالم اجمع اضعافا مضاعفة، ولا حاجة لإيران ان تقوم بدور الاستغباء السياسي بمحاولة اقحام الاردن بهجمات ممنهجة بسيناريوهات محفوفة بعلامات استفهام تشير الى دور غير بريء للدولة الايرانية خدمةً لمشروعها التوسعي!!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences