( من يقرأ الأحداث بعين الربيع؟)
الشريط الإخباري :
من يقرأ الأحداث بعين الثورة سيجد نفسه في خلاف مع من يقرأها بعين المؤيد للمشاريع السياسية الإقليمية والدولية، فالمشروع الإيراني وإن كان يدعي بأنه نتاج ثورة على الطاغوت إلّا أنه قام بتلويث ثورته بالطائفية ودعم الطواغيت في العراق والشام ضد الشعوب المضطهدة، والمشروع الإيراني له اعلامه وكتابه ومفكريه وعلمائه أيضاً وهؤلاء على خلاف الى حد العداء مع شعوب ثورة الربيع العربي إذ لايوجد نقاط إلتقاء أو تقاطع مصالح لحد الآن مع مشروع ثورة العرب.
نأتي الآن على الدور التركي وهو بلا شك الأقرب الى ثورة الربيع العربي وهناك مواقف اثبتت تركيا وقوفها وتعاطفها مع الشعوب الثائرة، ولكن لاننسى أن تركيا تحمل مشروعاً نهضوياً تخوض المعارك السياسية والفكرية والعسكرية من أجله وهي بحاجة الى اوراق تمتلكها في تلك الساحات ولديها اعلامها وكتابها ومفكريها لترويج مشروعها.
اذاً تركيا لديها مشروعها النهضوي
وللشعوب العربية مشروعها التحرري والخلط بين هذين المشروعين خطأ استراتيجي وقع به كثير من المفكرين العرب وخصوصاً الاسلاميين منهم،
نعم نؤيد مشروع تركيا النهضوي ولكن دون ان نتماها معها الى حد الاعتقاد ان حلول مشاكلنا الثورية هي بيد تركيا ودون أن نناقش دورها داخل أراضي الثورة السورية من تقاطع المصالح وتضادها مع اهداف الثورة،
هناك اسئلة مشروعة حول العمليات العسكرية التي قامت تركيا بتنفيذها على الاراضي السورية واثرها على الثورة التي هدفها تحرير الارض وطرد الغزاة ومحاكمة طاغوت الشام والتي لا تتأتى إلا بتوحيد الصف خلف قيادة واحدة وجيش واحد لا فصائل متفرقة متناحرة.
والسؤال المهم هل تركيا فعلاً عاجزة عن توحيد صف الثوار وتجعلهم خلف قيادة واحدة وجيش واحد؟
إن الذي يستطيع أن يملي على الفصائل بوقف اطلاق النار متى شاء ووقت مايشاء واتخاذهم ورقة في مفاوضاته هو بالفعل قادر على غيره من الإملاءات التي تخدم مشروع الثورة التحرري!
إن دعم إيران وروسيا لقيادة واحدة وجيش واحد لقوة تضاف إلى قوتهم العسكرية داخل الأراضي السورية المحتلة وعلى تركيا أن تعي ذلك جيداً وتتجه الى توحيد حلفائها الثوار إن كانت تريد قوةً اضافية الى قوتها العسكرية.
الكاتب( محمد الناصر )