الفاسدون والمتطرفون والمغامرون والمأجورون... «عيال عم» !!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
محمد داودية - طبيعي ان يختلط الحابل بالنابل، في ساحة التظاهر، وان تصدر هتافات غير راشدة، لا تعبر عن قوى اجتماعية ولا عن مصالح طبقية.
كان اضراب ابنائنا المعلمين أكبر عملية احتجاج واضراب عرفتها بلادنا، اضراب ظل طيلة الوقت عفيف القول والشعار والتصريح، لم ينحرف إلى شعارات انتحارية مغامِرة غير قانونية.
لا احد ينكر المعضلات التي نمر بها، التي تسبب الفاسدون فيها، ولا احد يناقش في ضرورة شعار إصلاح النهج والنظام. فهذا هو الهدف الأبرز على رأس قائمة الاستحقاقات الوطنية الملحة.
ازعجتنا الهتافات المغامرة التي سمعناها مساء يوم الخميس في ساحة مستشفى الاردن، لأنها تمس الدستور والقانون والنظام وتعرض الاستقرار والاستثمار للضرر والخطر. وقد سمعنا هتافات مغامرة over، لم نسمعها في فورة الربيع العربي عام 2011.
واكرر تسجيل رأيي، ان هذا الحال من فعل الفاسدين الفاجرين الذين امتصوا دم الشعب و»فعطوا» خيراته، وحولونا -عليهم غضب الله ولعنته- إلى دولة مستعطية !!
الفاسدون والمتطرفون والمغامرون والمأجورون، لا فرق بينهم. وإذا لم يُحاسبوا ويُشكموا، سيقودون الوطن إلى الفوضى والدمار والخراب والدم. وحالات اقطارنا العربية: سوريا ولبنان والعراق والسودان واليمن وليبيا والجزائر وتونس، تحمل عظات أكثر من كافية.
حرية التعبير ليست حرية التدمير.
والغضب البناء النبيل على الفاسدين، وعلى عيوب النهج ومثالبه، الذي يدفع ابناءَنا الراشدين الأحرار إلى الساحات، لا يجوز ان يتم اختطافه فيقودنا إلى الانتحار.
واللي بده إصلاح، لا يدعو إلى الهدم.
وكما اننا نغضب ونسخط ولا نسكت، على فحش ووحشية الفاسدين وقبحهم وتطرفهم في نهب وسلب مقدرات الوطن، فإننا نغضب ونسخط ولا نسكت، على انزلاق الهتاف الى غير الغايات الوطنية النبيلة التي خرج ابناؤنا من أجلها.
وتدهشني حالة استنكار الهتافات النشاز، التي تتم «على السكيت»، وفي المجموعات المغلقة، في حالة قبيحة من حالات التفرج والنكوص والإغضاء المؤذية الضارة !!
حاوروا شبابنا وابناءنا، فليس كل مَنْ في المظاهرة موافق على مضمون كل الهتافات، ومعلوم أن نفرا محدودا من قادة التجمعات يوجهها بالهتاف الناري والشعار المبالغ فيه.
ولا تكون مواجهة التطرف والقبح والتعبير عن الغضب «بيني و بينك» فقط وفي القروبات المغلقة، وبين المسترخين على الجاعد والكنبة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences