الظلاميون يلاحقون وزارة تربيتنا ومنهاجنا لكسب الشعبية .. فــ"سميرة توفيق" رسخت دور البدوية النشمية ولم تكن ممثلة اباحية
خاص- المحرر
في هجوم منظم ومباغت طال مديرية المناهج في وزارة التربية والتعليم والمتعلق بمادة الثقافة الفنية والتي أوردت مادة تتعلق بالفنانة سميرة توفيق، كان الهجوم نوويا أكثر منه نقدا قابلا للنقاش، بيد الهجمة الشرسة التي حصدت تغطيات اعلامية وسوشيال ميديا بما يفوق ما تم تغطيته عن دماء اشقاءنا في المجازر الصهيونية التي تدار على قطاع غزة حتى كتابة هذه السطور !
بدايةً، لسنا بموقع الدفاع عن الوزارة والمديرية، ولكلٍٍٍ الحق بإبداء رأيه على قاعدة الحريات التي حفظها الدستور، لكن وبالنظر لحجم وشكل ومحتوى الهجمة لا بد من الإشارة وجوبا إلى وجود اصطفاف ممنهج يقف ضد الوزارة لا سيما مع التجديد للوزير د.عزمي محافظة، بل وتصر قيادات الهجمة على تحميل المسؤولية لشخص الوزير بما في ذلك الاصرار على الاطاحة بمنجزات الوزارة والوزير الذي وقف على أعقد مهام الوزارة والمتمثلة بامتحانات التوجيهي، التي استنزفت جهودا لا ينكرها الا جاهل أو حاقد وما أعقب ذلك من مهام الوزير بصفته وزيرا للتعليم العالي ومهام أكثر تعقيدا سيشهدها الأردنيين والمتمثلة أيضا بالقبول الموحد لمئات الآلاف من الطلبة.
الهجمة التي تقودها على ما ببدو جهات ظلامية وجدت بالمادة المشار إليها أداة لتصفية حسابات من جهة وأداة أراد خلالها المناورون تقديم أنفسهم دعاة فضيلة ، وقد تجاهلوا وتعاموا عن النظر للعالم المتقدم الذي سجل ظواهر فنية وموسيقية وبالمقابل لم تنهار منظومة الأخلاق الإنسانية لديهم .
الأهم في قضية سمراء البادية الفنانة سميرة توفيق ، لا بد من الإشارة إلى أنها حارسة تراثنا الوطني وكانت في زمنها تعبر عنا بقناة الطرب وهي لم تكن راقصة ولم تكن من ممثلات الافلام الاغرائية الاباحية (لا سمح الله) بل كانت كل اعمالها تمثل البداوة الاردنية الأصيلة ، ونقلت صورة الأردني الشهم الأصيل راعي النخوة، بل وراج لقب نشمي الأردني عبر فنها الأصيل إلى أنحاء العالم كعلامة مسجلة للنشمي الأردني وحده.
المفارقة التي يقفز عنها الظلاميون، ما يتعرض له اطفالنا وجيل المراهقين خلال الحفلات الفنية من تلوث سمعي وأخلاقي في حفلات ( اللايف) أو في الحفلات الاجتماعية والاستماع لاغاني طرب وموسيقى صاخبة واغاني روبي وهيفاء والقائمة تطول، ام هل يتوجب علينا وضع القطن باذانهم أو ان نجري لهم عملية تشميع !
معيب هذا التعامل الفج والهجومي ع مادة فنية كان المراد منها اطلاع جيل الغد على إرث فنه الاردني، فالمتتبع لأعمال السيدة سميرة توفيق يجد أنها كانت ولا تزال سفيرة البداوة الأردنية لما تحمله أعمالها من تصوير واقعي لأصالة النشمي والخيل والبادية الأردنية.
للامانة نحن مشكلتنا ليست مع الظلاميين فقط ولا مع من هم دائما في الخندق الاخر للوطن بل تتمثل معاناتنا مع من ينساقون وراء الحملات الاعلامية ضد اي موروث له علاقة بحضارتنا وتاريخنا ومستقبلنا حيث يكون موقفهم دون تدقيق او تمحيص او حتى قراءة وينظرون من زاوية واحدة والتي يحددها لهم هؤلاء الذين اعتادوا على كسب الشعبيات على حساب الدين والوطن والتاريخ ، وهم انفسهم من وقفوا ضد قانون الطفل وحاولوا طمسه وشيطنته وفي نهاية الامر وافقوا عليه علما ان الموافقة خاصتهم غير مطلوبة وغير مرغوبة .