من يدعم الإرهاب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
إسماعيل الشريف - «ستتحد القارات في قوة واحدة عالمية، تتحكم بشرطة عالمية. ستفنى الجيوش وتنتهي الحروب، وفي القدس ستبنى الأمم المتحدة الحقيقية مقامًا للأنبياء، حيث ستقضي المحكمة العليا للبشرية بين العالَمين، كما قال النبي يوشع»، بن غوريون، في مقابلة مع مجلة لوك 1962.
في الأسابيع الماضية تسربت فضيحة مدوية كشفت أن وزارة الخزانة الأمريكية دفعت مئتي ألف دولار للمنظمة الإسلامية السودانية للإغاثة، وهذه المنظمة على لائحة المنظمات الإرهابية منذ عام 2004، وليس هذا فحسب، بل قامت وكالة «يو إس إيد» بالتنسيب ثم الدخول في مشروع مشترك مع منظمة «وورلد فيجن» المسيحية الإنجيلية ومقرها في بريطانيا، والتي بدأت العمل في السودان يوم انفصل جنوبها بمنح نفس المنظمة 323 ألف دولار!
إنهم يمنحون منظمة «إرهابية» بسخاء، بعد أن ثبت لهم أنها أحد الواجهات المالية لأسامة بن لادن؛ حيث تتبعت وكالة الاستخبارات الأمريكية تحويلها مبلغ 1.2 مليون دولار إلى منظمات مصنفة كمنظمات إرهابية في أفغانستان والعراق من مكاتبها في الولايات المتحدة، كما مولت عمليات للقاعدة بخمسة ملايين دولار.
قد تقول: إن الأمر برمته نتيجة أخطاء بيروقراطية، وقد تفسره بشكل آخر.
في 15/7/1871 كتب ألبرت بايك الماسوني الأمريكي رسالة إلى سيده «النوراني» مازيني، وهي تحمل رؤى بايك من أن تغيير العالم يتطلب حروبًا عالمية، وتحدث بايك عن ثلاث حروب عالمية: الأولى تنهي الحكم القيصري في روسيا، ويظهر حكم شيوعي ملحد وتضعف الأديان، وسيشعل هذه الحرب وكلاء النورانيين في بريطانيا وألمانيا؛ والثانية ستكون نتيجة للصراع الصهيوني الفاشي، وبنهايتها ستدمر الفاشية، ويتوج انتصار الصهيونية في وطن لهم في فلسطين، وستخرج الشيوعية منتصرة من الحرب لتكون معسكرًا مقابل المعسكر الرأسمالي؛ أما الثالثة فحرب ستدور بين الصهيونية والإسلام وسيحضّر لها العالم من خلال دماء كثيرة وفوضى وأحداثٍ جسام، وبعد الحرب سيحكم العالم حكومة واحدة وجيش واحد!
لذلك في رأيي أن تمويل المنظمة الإفريقية يدخل في ضمن هذا الإطار.
وقد سجّلَ التاريخ مفارقات غريبة من بث القومية العربية لإسقاط الخلافة الإسلامية، وبعدها بسنوات معدودة إنشاء ودعم حركة الإخوان المسلمين في الإسماعيلية للوقوف أمام المد القومي، فلطالما لعب الاستعمار على الثنائيات، ثم في عام 1979 دعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها القاعدة، وشحنت الشباب المسلم لحرب الكفار في أفغانستان.
وبعد نهاية الحرب المقدسة ما لبث هذا الوحش أن حارب سيده فوجه له ضربات غير موجعة، ثم توج ضرباته بضربة رمزية في الحادي عشر من سبتمبر، استغلها السيد فاحتل العراق بعد تجويعه.
ثم اشتعلت الثورات العربية وتركزت في البلدان التي حملت إرث القومية وعلى رأسها سوريا، وخرجت من رحم الفوضى داعش، ومولتها أمريكا ووكلاؤها لتدمير سوريا.
وكما فعلت القاعدة، بدأت داعش بتوجيه ضربات خفيفة للتحشيد ضد الإسلام، فكانت أبرز عملياتها أحداث باريس وقطع الرؤوس علانيةً على الهواء، فخاف الناس من الإسلام وأظهروا له العداء، فتمت إعادة إنتاج هذا الوحش بمسمّى الجديد.
لمن يقرأ التاريخ ففي عام 1980 زُرِعت عبوة في محطة قطارات في إيطاليا قتلت 48 شخصًا، وقبض على الذين قاموا بهذه العملية فكانوا شبابًا وشابات من اليمين المتطرف، ولكن التحقيقات الرسمية التي خرجت في عام 2011 كشفت تورط جهات أخرى، هي المخابرات الأمريكية والإيطالية، والهدف إجهاض أي تقارب سوفييتي إيطالي بدأت تظهر بوادره آنذاك.
فبرأيي رسالة بايك لا يزال تنفيذها جارٍ، وثمة حرب كونية تلوح في الأفق، أحد أطرافها المسلمون.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences