«استجداء المارة»

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أيمن عبد الحفيظ -اثار حفيطتي نشر خبر عن ضبط متسول يدعي المرض وانه يعاني من فشل كلوي ويحمل «كيس بول طبيا» ويتجول في شوارع وطرقات عمان باستخدام كرسي متحرك بهدف استدرار عطف المارة وكسب بعض النقود منهم.
الادهى في الامر انه ادّعى المرض وهو سليم مائة بالمائة ولايعاني اية امراض وهي صورة اراها مرارا وتكرارا امام المساجد وفي الاسواق العامة لهذه الفئات التي تستعطف وتستجدي الاخرين لنيل مبتغاها من دون وجه حق.
وهذا الوضع اجده متكررا في ابتداع طرق جهنمية في التسول تحرك مشاعر وعواطف المواطنين كيف لا ونحن نبتغي اوجه الخير اينما كانت، ومنها إبراز تقارير طبية مزورة تبين اصابة المتسول بامراض معينة قد تكون خبيثة ولايرجى منها الشفاء او يدعي تقطع السبل به ولايملك اثمان اجور النقل لمكان سكناه والتي غالبا ما يقول انها في محافظة اخرى غير مكان تسوله، ومنهم من يتسول زيت الزيتون ليجمعه ويقوم ببيعه، وغيرها من الطرق التي قد لاتخطر على بال احد.
نجاح هذه الفئات «المستكسبة» في عمل تنفيذه سهل بالنسبة لها لايستمر لو ان الغالبية امتنعت عن توجيه نقودها لهم وعوضا عن ذلك وجهته الى التصدق لأسر بأمس الحاجة للمال لكن عفة النفس لديها تمنع استجداء الاخرين وهم من يطلق عليهم «المساكين».
الادهى في الامر ان الغالبية منهم غير محتاجة لا بل ان بعض القصص التي ينشرها القائمون على مكافحة التسول تثير الحنق لدى الغير عندما يعرفون ان المتسول إياه قد  غادر الدنيا وهو يملك منازل فارهة اوعمارات وسيارات وغير ذلك، او ان دخله من التسول يفوق دخل اربعة موظفين او خمسة في شهر واحد.
والوضع القانوني الذي اشارت اليه وحدة مكافحة التسول برأيي بمعاقبة المتسول المضبوط فورا بحجزه ومنعه من إعادة فعلته مجددا غير مقنع لانك تجد من ضبط الان قد عاد الى مزاولة التسول مجددا فور ان يخرج وفي الغالب لا يحجز لأكثر من ايام معدودة، الامر الذي يفتح النقاش حول نجاعة القانون في الحد من التسول الذي بات يقلق راحة المجتمع الاردني بالكامل.
فلماذا لايصار الى تعديل القانون ليتماشى والرغبة العامة بالحد من التسول حيث ان المواطن العادي بات لايعرف هل الشخص الذي يتسول امامه بحاجة فعلا للمال ام  ان العملية نصب في نصب واستسهال لأموال الاخرين.
والتسول برأيي يخلف آفات اجتماعية اخرى فمثلا تجد الاطفال يمارسونه ليلا ونهارا وعند اشارات المرور وفي الاسواق ويفتح ذلك الباب امامهم للتسرب من المدارس الذين هم في سن احوج ما يكونون فيها على مقاعد الدراسة لا في الشوارع والطرقات وما قد يتعرضون له من مشاكل كلنا سمعنا عنها .
وللحديث بقية.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences