زيتون ..
الشريط الإخباري : فارس حباشنة
أخبار الزيتون يبلغني فيها كل عام رفيقي الفلاح قاسم العتوم من سوف جرش الابية ،
وهذا ما قاله لي:
حسابات الزرع لم تتطابق مع الطقس عند مزارعي الزيتون، الشتوة الاولى يبدو أنها تأخرت كثيرا، وقد دخلنا في تشرين، وما زالت السماء تحبس انفاسها.
مزارعو الزيتون أكثر شوقا لهطول المطر واندلاق الشتاء، وذلك يسهم حتما في تحسين الانتاج وتطهير الزرع من الغبار الزائد والكثيف على محاصيل الزيتون.
وأكثر ما تبدو ملامح مواسم الجفاف الفائتة على اشجار الزيتون المغبرة تقاوم جفاف وقحط الطبيعة والانسان، لربما أن الزيتون أكثر شجرة تعبر عن قوة وتحدي بالوجود، شجرة تسرق الزمن من أي تشويه يرمي الى تغيير ملامح الارض والانسان.
في الاردن اشجار زيتون عمرها أكثر من الف عام. صور الحضارة ومظاهرها تتسلل بين اشجار الزيتون الممتدة على جبال عجلون وجرش واودية الكرك وسهول اربد، لتقول لك أن هناك حياة حضارية ومدنية ممتدة على هذه الارض من اقدم الازمان.
زيت الزيتون الاردني ويقابله الفلسطيني المحتل من اجود انواع الزيت في العالم، حقيقة يبدو أنها تواجه اليوم تحديات كبرى للحفاظ على ماكنتها وقيمتها، في ظل ما يواجهه مزارعو الزيتون من تحديات جمة للثبات على زراعة الزيتون.
شجر الزيتون في بلادنا قوة اناقتها بالتوحد والتشابك في صفوفها، هي صور لربما ينحصر ظهورها في المناطق التي يتدفق فيها الماء، اشجار تغمر الحياة، وتوحي للناظر اليها بانها منقطعة عن عالم الضجيج والازعاج والفوضى وعن سخافات ضوضاء البشر، ولتهنأ فعلا بهدوء غير مسبوق بين اشجار الزيتون، وهذه الصورة من وحي رحلة في عجلون.
مزارعو الزيتون لا يواجهون قسوة الطبيعة فحسب، انما ارتفاع كلف الانتاج، فالقطاف عاد مكلفا لحد غير مسبوق، فالعامل يتقاضى بدل كليو الزيتون الواحد مبلغ 20 قرشا واكثر، ومعاصر الزيتون هي الاخرى طال كلف تشغيلها ارتفاع جنوني، فتنكة الزيت الفارغة يحتكر استيرادها البعض ويتحكم كل عام بشكل فاجع باسعارها.
ولا يخفي مزارعو الزيتون خوفهم من السياسات غير المضبوطة ازاء فتح الاسواق لمنتجات اجنبية، ما قد يؤدي الى اغراق السوق، وخفض سعر الزيت الاردني، والالحاق بالمزارعين خسائر فادحة، تذهب لصالح محتكرين وحيتان كبار في السوق يقومون باستغلال ظروف المزارعين البائسة والعقيمة ليجمعوا المحصول ويتحكموا باسعار بيعه لاحقا.
ومن يطارد ببصره احوال آلاف اشجار الزيتون المنتشرة في مدن شمال وجنوب المملكة، يلاحظ ضررا لا محدودا يطارد اشجار الزيتون، وما تعاني من جفاف وقحط جراء اكثر من سبب طبيعي وبيئي ومناخي وبشري ايضا.
ولا اعرف لماذا اشعر بحزن عظيم وفاجع عندما ارى وغيري شجرة زيتون تتعرض للابادة والاهمال؟ لا اعرف، اشعر أن تاريخا وذاكرة وعبقا ما من تاريخ هذا الوطن ينتهك ويضرب باسفار اللامبالين بكل شيء، حتى في جمال وروعة انتصاب شجرة الزيتون كأوتاد في خواصر الوطن.
مزارعو الزيتون أكثر شوقا لهطول المطر واندلاق الشتاء، وذلك يسهم حتما في تحسين الانتاج وتطهير الزرع من الغبار الزائد والكثيف على محاصيل الزيتون.
وأكثر ما تبدو ملامح مواسم الجفاف الفائتة على اشجار الزيتون المغبرة تقاوم جفاف وقحط الطبيعة والانسان، لربما أن الزيتون أكثر شجرة تعبر عن قوة وتحدي بالوجود، شجرة تسرق الزمن من أي تشويه يرمي الى تغيير ملامح الارض والانسان.
في الاردن اشجار زيتون عمرها أكثر من الف عام. صور الحضارة ومظاهرها تتسلل بين اشجار الزيتون الممتدة على جبال عجلون وجرش واودية الكرك وسهول اربد، لتقول لك أن هناك حياة حضارية ومدنية ممتدة على هذه الارض من اقدم الازمان.
زيت الزيتون الاردني ويقابله الفلسطيني المحتل من اجود انواع الزيت في العالم، حقيقة يبدو أنها تواجه اليوم تحديات كبرى للحفاظ على ماكنتها وقيمتها، في ظل ما يواجهه مزارعو الزيتون من تحديات جمة للثبات على زراعة الزيتون.
شجر الزيتون في بلادنا قوة اناقتها بالتوحد والتشابك في صفوفها، هي صور لربما ينحصر ظهورها في المناطق التي يتدفق فيها الماء، اشجار تغمر الحياة، وتوحي للناظر اليها بانها منقطعة عن عالم الضجيج والازعاج والفوضى وعن سخافات ضوضاء البشر، ولتهنأ فعلا بهدوء غير مسبوق بين اشجار الزيتون، وهذه الصورة من وحي رحلة في عجلون.
مزارعو الزيتون لا يواجهون قسوة الطبيعة فحسب، انما ارتفاع كلف الانتاج، فالقطاف عاد مكلفا لحد غير مسبوق، فالعامل يتقاضى بدل كليو الزيتون الواحد مبلغ 20 قرشا واكثر، ومعاصر الزيتون هي الاخرى طال كلف تشغيلها ارتفاع جنوني، فتنكة الزيت الفارغة يحتكر استيرادها البعض ويتحكم كل عام بشكل فاجع باسعارها.
ولا يخفي مزارعو الزيتون خوفهم من السياسات غير المضبوطة ازاء فتح الاسواق لمنتجات اجنبية، ما قد يؤدي الى اغراق السوق، وخفض سعر الزيت الاردني، والالحاق بالمزارعين خسائر فادحة، تذهب لصالح محتكرين وحيتان كبار في السوق يقومون باستغلال ظروف المزارعين البائسة والعقيمة ليجمعوا المحصول ويتحكموا باسعار بيعه لاحقا.
ومن يطارد ببصره احوال آلاف اشجار الزيتون المنتشرة في مدن شمال وجنوب المملكة، يلاحظ ضررا لا محدودا يطارد اشجار الزيتون، وما تعاني من جفاف وقحط جراء اكثر من سبب طبيعي وبيئي ومناخي وبشري ايضا.
ولا اعرف لماذا اشعر بحزن عظيم وفاجع عندما ارى وغيري شجرة زيتون تتعرض للابادة والاهمال؟ لا اعرف، اشعر أن تاريخا وذاكرة وعبقا ما من تاريخ هذا الوطن ينتهك ويضرب باسفار اللامبالين بكل شيء، حتى في جمال وروعة انتصاب شجرة الزيتون كأوتاد في خواصر الوطن.