بعد ظهور بوادر هزيمتهم .. الاسلاميون ينسحبون من انتخابات مهندسي الزرقاء عبر بيان مشوب بالمغالطات والتهم واللعب على حبال الطائفية ..!!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خاص : حسن صفيره

بعد القراءات الأولية التي تشير لهزيمة نكراء أخرى لهم قدمت حركة الإخوان المسلمين والممثلة بالقائمة البيضاء في انتخابات نقابة المهندسين انسحابها الرسمي من خوض غمار هذه الانتخابات أو حتى المشاركة فيها وهذا حق تكفله التشريعات والقوانين إلا ان هذه الجماعة تُصر دوماً على تسطير البيانات ونثر الاتهامات لإظهار نفسها بموقع الضحية وان الجميع يتآمر عليها لإسقاطها ولم تعترف الجماعة يوماً وعبر تاريخها السياسي بأي هزيمة انتخابية تلحق بهم حيث ان أي انتخابات لا تكون مخرجاته فوزهم فهي مزورة وملوثة وتعمل كذلك على اقحام الدولة وتؤشر عليها بالعبث والتدخل .

وعودة على بيان المقاطعة الذي أعلنته القائمة البيضاء في نقابة المهندسين فرع الزرقاء والذي بدأته بذكر للانجازات الوهمية والتباكي على أطلال الماضي ونسي كاتب البيان مجمل القضايا والتجاوزات التي حصلت في عهدهم من ملف الأراضي ومرورا بصندوق التقاعد وليس انتهاءاً بالتسهيلات المالية للأعضاء المقربين ولا حتى بعمليات نقل العضوية بين الفروع لكسب الأصوات ، فلا خدمات ولا مشاريع في حفلتكم وعلى العكس تماماً فقد كنتم سبباً مباشراً لعزوف المهندسين عن نقابتهم والابتعاد عنها .

وذكر البيان "المعلقة" الانتخابات الماضية لنقابة المهندسين وأنها شهدت تزويراً وتدخلاً امنياً سافرا لإقصاء قائمتهم علماً ان اول من اعترف بنزاهة الانتخابات وقتها قاداتهم ومرشحي قائمتهم البيضاء الذين حرصوا ايضاً على تقديم التهاني بفوز منافسيهم بجو ديموقراطي صحي بعيداً عن التشنجات التي نراها حالياً ، وفي المقابل فقد مضت الفترة الماضية على إدارة النقابة وفروعها بكثير من التقدم وتصويب الأوضاع وبعيدا عن اي تصفية للحسابات الانتخابية .

وقد عزا كتاب الانسحاب قرارهم لعدد من الإجراءات التي مورست عليهم (حسب قولهم) ومفصلة على شكل نقاط :

اولاً: ذكر البيان ان (هنالك توجيه لبعض المهندسين للترشح ضمن قائمة مدعومة وهي لم تأت من رحم أدبيات العمل النقابي إنجازاً وتاريخاً وانسجاماً وحضوراً في أوساط المهندسين في محافظة الزرقاء) وهنا ليخبرنا صائغ البيان كيف عرف ان هذه القائمة مدعومة عن سواه علماً ان الدولة لم تتدخل في الانتخابات النيابية وهي الأهم فكيف لها ان تضع أصابعها بانتخابات نقابة عادية وصغيرة إذا ما قورنت بانتخابات البرلمان ، كما ان رشق تهمة الترهيب لكل من يفكر ان يترشح ضمن القائمة البيضاء فهذا الكلام محض كذب وافتراء واتحدى هنا وأنا المتابع الجيد ان يأتوا باسم مهندس واحد جرت عليه هذه الممارسة .

ثانياً : اما بخصوص الكلام بتوجيه المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والدواوين وبعض البلديات ترتيب لقاءات إنتخابية لدعم وتأييد القائمة المنافسة ، فهذا الحديث يعود للغة المفلسين والعاجزين عن إكمال المسيرة حيث ان من حق المترشحين اللجوء لكل مؤسسة خاصة او عامة لاستقطاب العاملين فيها من المهندسين لانتخابهم أما إذا عجزت القائمة البيضاء في الوصول لهيئتهم العامة فهذا يعود لهم ولبرامجهم الانتخابية ومسيرتهم السابقة .

ثالثاً : وعند الحديث عن الحشد فلم يوضح البيان ما هو صفة الحشد ومن هم الحاشدون وماهية الشخصيات المحشودة في القطاعين الصناعي والتجاري وذلك للعمل للقائمة المنافسة وكان الكلام هنا عن أناس مسلوبي التفكير وينقادون ويُحشدون وينساقون ولا يعلم كاتب البيان العظيم ان هؤلاء هم من صفوة المجتمع وأكثرها علماً ومعرفة وحرية رأي ولا يجوز ولمصالح حزبية ان نصفهم بانهم فئة تعمل على الحشد والتبعية في قرارها الذي صب بالكامل مع الكتلة المنافسة للبيضاء .

رابعاً: وما ينطبق على البند السابق يسير على هذه الاتهامية بان بعض النواب وحضورهم في اللقاءات الانتدابية لدعم القائمة المنافسة جاء بعد توجيه من جهات رسمية فهذا كلام فارغ ويعد انتقاصا من النواب بصفتهم الشخصية والوظيفية ، وهم على عكس ما ذهب اليه البيان ولعل وقوفهم الواضح جاء لرد الجميل لمجمل المهندسين الذين كانوا قبل وقت قصير رؤساء حملات للعديد من المرشحين والذين اصبحوا نواب بعدها ، هذا من جهة ومن جهة أخرى هل يظن الكاتب البيان بأننا لا نرى نواب الحركة الإسلامية وهم يدعون المهندسين لانتخاب قوائمهم البيضاء سواء في الزرقاء او في باقي مدن المملكة .

خامساً : اما عن التسديد الجماعي عن المهندسين فهذا الأمر درجت عليه الحركة الإسلامية عندما كانت تسدد الاشتراكات للمنتسبين المحسوبين عليها في أوقات كثيرة وبأكثر من نقابة وما زالت على عهدها بذلك ، وقد تعلم منهم هذا الأمر باقي التيارات ، فكيف توجهون اللوم للآخرين وأنتم السباقون والمعلمون فيه .

وإمعاناً بممارسة سياسة "الأنا" وتنصيب الاخوان أنفسهم بصورة افتراضية وربما بديهية كما يرونها بتقديم أنفسهم لدور الاب الروحي والمرجعي ، يختتمون بيانهم بجملةٍ من الاتهامات المغلفة باللمز الى مسمى غير مسبوق بتاريخ الانتخابات الاردنية بكل انواعها من نيابية او بلدية او نقابية او انتخابات مؤسسات مجتمع مدني جمعيات ونوادي وأطر واتحادات، حيث جاء توصيف الاخوان في البيان توصيفا مشمئزا حقيقة ولا يشبه اردننا أو أردنيتنا، وذلك تحت التوصيف الحرفي ( حشد طائفي) ، وتلك اشارة واضحة الى حجم اللاوعي الذي طغى على موقف المقاطعين وصائغي البيان بيد استخدامهم توصيف الطائفية الذي بدا واضحا زجه بالبيان، في اداة توصيف شنيعة لاعلان موقفهم المدافع عن الوحدة الوطنية، وصون صفوف المهندسين !!!

ووفق رؤية الجماعة التي اصدرت حكمها القطعي بالعبث بمنظومة الانتخابات بقولها في البيان (من كل ما سبق نرى انه تم العبث بمنظومة إنتخابات نقابة المهندسين فرع الزرقاء وأن هذا منحنى خطير سوف يخلق إحتقانا في صفوف المهندسين وكل حر شريف في وقت حرج على الأردن نحتاج فيه الى تمتين الصف وتقوية الوحدة الوطنية ) فهل نبش فكرة الطائفية لا تمثل خطرا على وحدة الصف الاردني لا سيما وان الاردن الدولة رقم 1 عالميا تتربع بالمرتبة الاولى لخلو قاموسها الوطني والشعبي من كلمة طائفية الامر الذي يدفعنا باتجاه تقريع بل وتوبيخ من زج بذلك التوصيف الذي جاء في سياق البيان كأداة بهدف الفتنة وليس الغيرة والحمية على وحدتنا الوطنية .
 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences