أبي....حبي وفخري.…

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

بقلم /  سوسن الحلبي 

سرت نحو البيت أصارع داخلي…

 أحاول تيقن رحيله بعد مرور السنين…

 كان قلبي يمشي مسرعاً إليه

علّه يجده…

 وخطواتي تتعثر في طريقها إليه بكل ذكرى من حياته…

 تهاب الاقتراب من بيته... 

خوفاً من أن يقتلها الحنين

على عتباته…

 ومضيت إلى أن وصلت باب

داره وكلي ألمٌ…

 لا أدري هل أدقه أم أعود للوراء

 أكفكف دموعي…

 ودخلت بيت أبي متخيلةً حضوره... 

 كانت روحه تصول في جنباته…

وصرت أنظر في كل صوبٍ... 

تارةً أراه جالساً على مقعده

ينظر إليّ... 

وتارةً نائماً يحاكي الفجر

 في سكناته…

 وعيناي لا تنفك تطالع بقايا الأمس في كل ما أراه…

 وقلبي يلملم آلامه وعبراته…

 أحاكي صوره المعلقة على الحائط…

 وأردد كلّ ما في ذاكرتي

 من كلماته…

 ثم اقتربت من حجرته... 

وأصبحت أتلمس آثار يديه

على الباب…

 كان بريق عينيه ما يزال يلمع في المكان يرثي نظراته... 

والجدران تعكس على أطلالها صدى وجهه وضحكاته... 

كان ما يزال هنا…

 صوته... صمته... وآهاته... 

مزيجٌ مما كان يحمل

 في داخله... 

وانعكاس ملامحه وقسماته... 

كلّها كانت تأنّ لغيابه…

مجروحةٌ مثلي تستجدي ذكرياته... 

كان مرآه يتبعني أينما مشيت…

 يلتفّ حولي يحيطني بلمساته…

 كم تمنيت أن يحتضنني... 

أن يمسح بيده على رأسي…

 ذاك الطيف المتبقي منه

يحيي داخلي…

 فآهٍ من قلبي وأمنياته…

وجنّت روحي بذاك المكان من

 فرط الحنين…

 ودّت لو غابت حيث هو…

 لتطوي معه العمر 

بآخر صفحاته…

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences