فرسان المايكات وثوار البكبات !!

كلما هزت الريح شجرة في الإقليم، يصبح مطلوبًا من الأردن أن يتواقى على تلك الشجرة وأن يحرسها وأن يحميها وأن يقاتل الريح والأعاصير والزوابع عنها، حتى لو كان من يهزها «بستنجي» من الذين يزعمون أن الله خلقهم لحمايتها، وأن الله خلقها ليحرسوها !
هذه الصيغة المتعبة، الغائمة، المبهمة، القلقة، المؤقتة، التي لا تضع حدودًا ولا تقيم فواصل بين «الموارس»، أتعبتنا في الأردن العربي الصلب الصعب، لأن نفرًا مزاودًا من أبناء المرضعة الأردنية، يصرون ان للمرضعة عشرة ضروع، وأن فيها حليبًا -ولبنًا على رأي المصريين- يكفي أهل الإقليم، وأن أي تأخر في التلبية يعتمد قاعدة «الزيت والجامع»، هو خذلانٌ وتخلٍ وتآمرٌ وتولٍ حين الزحف !!
ولما تبيّن لنا «الخَيطان»، وتجلى ان الطريق لا تكون عبر كابول ولا هي في جر شباب الأمة إلى أفغانستان على أجنحة الـ C.I.A،
أدى الملك الحسين واجبه، ووقف وقفة أسطورية ذات أثمان فادحة، في وجه مشروع الضلال والتضليل الأميركي الغربي، مُطلِقًا تحذيراته الاستراتيجية، معلنًا بالفم المليان أهم جملة قيلت من أجل القدس وفلسطين على مر العصور: «القدس قبل كابول»، التي جبهت المذهونين الذين يرون أن الآخرين هم الأنعام والبهائم والرعاع.
نحن ننحاز إلى أن على من ينوي الإصلاح، أن يستمع إلى ما يقوله الذي يختلفون معه في الرأي واللون والعِرق والجندر والحزب والمذهب والعقيدة، من أجل أن يعرف أكثر، وأن يرى ما في رأيه من صواب وحقيقة.
فلا تكون مواجهة تحديات الحياة التي لا تنضب، مواجهة فردية أو قُطرية،
ودائما المواطنة تجمعنا،
والأردن يجمعنا،
والهاشميون الذين جمعوا كلمة الأمة وقادوها إلى النور والهدى والحرية والكرامة يجمعوننا.
وها هم، الملك عبد الله والملكة رانيا وسمو الأمير الحسين ولي العهد، والجيش والمخابرات والخدمات الطبية والحكومة ومجلس الأمة والإعلام والجمعيات والمواطنون الأردنيون، يخوضون طوعًا ونخوة، بلا تردد أو توقف أو حث، معارك نصرة فلسطين وسورية ولبنان والعراق والسودان وليبيا، وغيرها من بلاد العرب، فلا يرى ثوار البكبات وفرسان المايكات أنها تستحق التنويه!!