ندوة وورشة عمل

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة - ندوات وورش عمل ولا أكثر تعثر على الدعوات عندما تفتح الاميل والواتس اب. مؤسسات ومنظمات أول مرة أسمع بها، وبعضها يعقد ندوة او ورشة عمل واحدة ويختفي عن الوجود. 
تباغتك اخبار الورش والندوات أينما وليت وجهك في فنادق في عمان والبحر الميت والعقبة. طبعا ندوات وورشات عمل لا تتخيل كيف يتم اختيار العناوين والمواضيع والخبراء والناشطين والمختصين.
ورشة عمل للحوار بين الابناء والاب، وورشة لتنسيق الحدائق وورشة لديكور صالات الضيوف، ودورة في تعلم استقبال الضيوف. يجتمع الحضور في الفندق صباحا ويفطرون على العاشرة ويمتد ال» بريك «حتى الحادية عشر، ومن ثم ينتقلون الى القاعة، ومن شدة التكييف ينامون، وحتى يدق موعد الغداء في الثانية ظهرا يتناولون من لذ وطاب على بوفيهات الفنادق، وبعد الغداء لا يبقى احد في القاعة.
كثير من الورش والندوات جمهور مختص ومحترف،و هي صنعته بالاساس. مهما كان موضوع الندوة وورشة العمل عن السياسة او النووي او الفضاء والبئية او التعليم او الاعلام تجدهم جالسين كل واحد حامل ورقا ابيض وقلما يكون قد اخذه من مدبري الندوة او الورشة، ويضاف اليها حقيبة سوداء اللون.
و لا تعرف ما هي الصفة التي يحملونها خبراء او محللون أو ناشطون، لا تعرف تحت أي خانة يصنفون ؟ يتناوبون على حضور الندوات والورش اذا ما تزامنت المواعيد، واحدهم اخبرني بانه يشارك احيانا باربعة وخمسة ندوات يوميا. 
وتكون الدعوة متميزة وخمس نجوم خارج عمان الى البحر الميت والعقبة، فيمكن أن يأخذ المرأة والعيال، وفرصة لتغيير الجو، والاستجمام، ومنها ايضا أن الاولاد باكلوا اكويس على البويفهات الثلاثة. 
كثير من الورش والندوات تحولت الى ولائم بائسة وبائة. وهي تعبير فاضح عن صناعة القرار الموازي لمؤسسات المجتمع المدني والاهلية، وكيف ينشطون في مجال بلا سياقات منضبطة؟
 من الورش الى الندوات مسالك ظريفة وغريبة. والمدهش بالأمر ان البعض من حملة الدكتوراة الوهمية والفخرية يقدمون انفسهم خبراء وناشطين ومحللين. وهو لا يعرف يفك الخط، ويجهزون انفسهم الى مناصب عليا رفيعة.
لربما هي صور طافية لفضح ما يجري في المجتمع المدني الاردني،ورش عمل أقرب ما تكون الى واجبات اجتماعية وولائم فندقية. وما يلزم حقا من سؤال هنا عن الاموال والتمويل والتبرعات التي تذهب الى الجمعية والمركز الفلاني والعلاني ؟ وهو حال دامغ لملف تتدحرج فضائحه سواء ما يتعلق بالانفاق والصرف والهدر.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences