نشامى السير هم صورة الأردن النابضة بالحب و الوفاء..

لا صورة تضاهى رجال السير في شوارع عمان .
و أذا اردت صورة واضحة تعبر عن الأردن، فأختار رجال الأمن العام و السير .
رجل السير في ذروة الحر ، يقف على مفترق الطرق ينظم حركة المرور .
و رجل السير يرتدي "هندام " جميل
و مرتب ، ومظهر يعبر عن الانضباط
و قوة المؤسسة و الجهاز .
و في دول كثيرة قريبة و بعيدة زرتها ، لاحظتم أن رجل السير يظهر في هندام رديء و متسخ ، و هندام قديم و مترهل .
و هي صورة لما وراء " الهندام " ، و بنية وشكل المؤسسة الامنية ، ومدى الانضباط و أحترام القانون و سيادته .
رجال السير الذين نشاهدهم في الشوارع يوميا ، هم صورة الأردن الجميل.
صديق لي ، صحفي أجنبي زار الأردن.
من أبزر ما تركت الزيارة انطباعا لديه ، حول رجال الامن العام والسير في الأردن .
في الشوارع تلمح رجل سير يساعد طفل و سيدة عجوز على قطع الشارع .
و هي صورة مكررة ، و عفوية .
و تشاهد ، رجل سير يبسط مصلاة ، و يؤدي فريضة الصلاة تحت الشمس .
و تشاهد ، رجل سير في رمضان و أيام الحر يوزعون مياه شرب على المواطنين .
و تشاهد ، رجل سير يساعد في دفش سيارة نفذ وقودها .
و تشاهد ، رجل سير يساعد في دفش سيارة تعطلت ميكانيكا .
و تشاهد ، رجل سير يلهث لانسياب حركة المرور ، و عبور سيارة وباص إسعاف و دفاع مدني .
و تشاهد ، رجل سير عينه الامنية حادقة
و بصيرة على مجرمي وجناة الشوارع والدواوير .
و تشاهد ، رجل سير ، يرشد "غريب ديار " ، و يساعد ملهوث ، ويفتح قلبه لحامل شكوى .
هؤلاء هم رجال السير .
يفيقون بعد صلاة الفجر . و بعد الطابور الصباحي يتوزعون في مهامهم وواجباتهم الميدانية .
و في الشوراع نراهم ، يفطرون و يتغدون .
يشربون كاسة شاي و سندويشة فلافل .
و أغلبهم في عمان والزرقاء ، من أبناء المحافظات ، قادمون من اربد " عروس الشمال " و السلط و جرش و عجلون والكرك ، و الطفيلة .
و هم مجبولون على الطيبة و العفوية ، والحب ، وحب الوطن و الناس .
هي قيم أردنية اصيلة تعلموها في بيوتهم و على ايدي اباء و امهات وجدات في القرى ، و لم يتلقوا تعليما في مدارس وجامعات خاصة و اجنبية .
رجل الامن و شرطي و ضابط السير ، عندما يتسلم راتبه أخر الشهر ، فكل قرش حلال ، و في كل قرش يذرف عرقا و تعبا ، و صبرا في خدمة الناس والوطن .
و هو ليس راتبا ، و لا يعادل و يكافئ الخدمة المقابلة ، ولكن ، في ألأمن ، الوظيفة واجب ، و الواجب لا يقاس بالأجر والدخل و المردود المالي !
هؤلاء ، هم صورة الأردن النابضة بالحب و الوفاء ، وهم الصورة العفوية والصادقة .
و هم من يستحقون الشكر و الاعتذار .
فارس الحباشنة