لو تنطق البسّة ..!
الشريط الإخباري :
كامل النصيرات -من سنوات قليلات وأولادي جميعهم بلا استثناء يطالبونني بـ(بسّة)..ولأنني ساكن في عمارة طابق رابع كنتُ أرفض الفكرة..فكل مشاهداتي وحياتي مع البسس كانت بأرض براح..وفسحة معقولة ..! .
غلبني الأولاد قبل شهرين وتآمروا عليّ مع عمّهم (نبيل) الذي أهداهم (بسّة) وصارت جزءاً من البيت ولا ينقص وجودها إلا أن أضيفها إلى دفتر العائلة..وتصبح لاعباً رئيسياً في مستقبل عائلتي الممتدّة ..!
ليست المشكلة هنا.. مرات أشعر أن البسة تقف قبالتي وتتأملني ثم تهرب إلى إحدى غرف الأولاد وكأنها تنقل لهم ماذا أفعل..؟! ومرات حينما أكون على الواتس أراسل أية امرأة تأتي البسة بهذا التوقيت بالذات و تطلع فوق اللاب توب ؛ تتأمله قليلاً ثم تنطّ هاربة إلى أم وطن وأشعر أنها ذهبت لتقول لها: الحقي جوزك بيحكي مع وحدة يا مسخمطة..!
مرات تركض نحوي فارعة دارعة..وتنظر إليّ نظرة مخابراتية لعينة وكأنها تريد أن تقول لي: ابنك وطن بيلعب وما بيدرس..غاندي قاعد يشقلب ع الفرشات..بغداد حاطة السماعات على آذانها وبتسمع أغاني وجيفارا سرقت حبة شوكلاتة ومتخبية تأكلها..! مرات كثيرة أشعر أن البسة تريد أن تخبر الجميع عن الجميع في البيت..!
كم أحمد الله أن البسة لا تتكلّم..لأنها ستصبح نمّامة من طراز فريد وستخبص الدنيا في البيوت..!
شهران مع البسة ووصلتُ إلى هذه القناعة..ولكن الذي لم أستطع الوصول إليه للآن..من هي البسّة بنت البسّة التي خبصت هذا الوطن العربي الكبير وهي قاعدة لا بتحكي ولا بتشكي سوى أنها حولتنا إلى بسس ناطقة نتقن النميمة ولا نتقن الحفاظ على ما تبقّى لدينا من بندورة وخيار وكوسا و موز مطعوج..!