المرأة ذلك المخلوق الدكتورة

حنان الخريسات - قيل في المرأة الكثير من الأقوال الرائعة ولكن علينا ان نعرف مما قيل أن المرأة ظلمت عند الجهلة بالشريعة اربع مرات:

ظلمت عندما كان ابوها واخوها يحاسبانها آخر كل شهر على راتبها ويقتران عليها النفقة.

وظلمت من زوج بخيل تسلط على مالها وحرمها منه. هي تنفق عليه ويقابلها بالفظاظة.

وظلمت عندما طُلّقت ففقدت المال والزوج والأطفال والبيت.

اما الظلم الرابع فهو لأسباب خارجة عن ارادتها.

قالوا عنها عانس ولو ان فيها خيرا لتزوجت. وطلقت فقالوا لو ان عندها بعد نظر وحسن تبعل وجميل خلق لما فارقها زوجها. ورزقت بالابناء والبنات فقالوا ملأت البيت بالعيال واشغلت الزوج بالاطفال. ولم ترزق بالاطفال لقدر الهي فقالوا عقيم لا يمسكها الا لئيم.

وان تركت العلم وربت اولادها قالوا ناقصة معرفة ورفيقة جهل. وان واصلته اهملت البيت والأسرة وقصرت في حقوق الزوج. وان عملت خارج بيتها قيل سافرة لا تمكث في بيتها. وان طالبت بحقوقها من اهلها وزوجها فهي لا تملك ذوقا. وان سكتت عنها قالوا جبانة. وان ذهبت الى القاضي قالوا هاهي تنشر اسرار بيتها عند القضاة وتشكو زوجها.

نعم هي صفات جاهلية لكنها تسود في مجتمعنا، والاغرب من ذلك انه لا يذكر اسمها في المجالس فيقال: الاهل، الحرمة، المرا، اكرمكم الله وراعية البيت. وفي هذا غاية النذالة والرذالة.

مع ان الرسول كان يسمي زوجاته في مجالسه مع المسلمين فيقول عائشة او حفصة.

ان راجعنا انفسنا وثقافتنا وحضارتنا الزاخرة بكل جميل عن المرأة سنجد المرأة مخلوق كريم، والنساء شقائق الرجال، امهات الابطال، صانعات التاريخ، شجرات العز ، امهات الأنبياء، ومرضعات العظماء، وحاضنات الاولياء.

و وراء كل رجل عظيم إمرأة عظيمة، وكل مقدام خلفه ام حازمة، وكل ناجح معه امرأة مثابرة.

هي عينك الاولى في البيت وأنت خارجه. وعينك حين تخرج للرزق لتعيش انت وأسرتك بكرامة. فكيف تقتلع عينها !!

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: « خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم».

عاملوها برفق وشفقة. ولا تكلفوها ما لا تطيقه، ولا تقصروا في حقها الواجب والمندوب، اذا كانت ضعيفة فإن في ذلك الاستعطاف وزيادة في التحذير والتنفير ، فإن الإنسان كلما كان أضعف كانت عناية الله به أتم، وانتقامه من ظالمه أشد.

لا جمال للحياة الا بالمرأة، ولا راحة في الدنيا الا بالمرأة الحنون. والله لم يخلق آدم لوحده. ولم يسكن في الجنة حتى خلق له حواء.

ورسولنا الحبيب هو ابو البنات، احترم المرأة أمًّا وأختًا وزوجة وبنتًا.