الشغل مش عيب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
طلعت شناعة - اول عمل مارسته مقابل أجر في حياتي كان في المرحلة الابتدائية.
فكنت استغل « الفرصة او الفسحة « واساعد صاحب المطعم القريب من المدرسة وابيع الاولاد « فلافل» و «سندويشات « .
وكان صاحب المطعم يكافئني ب « سندويشة « مع 5 حبات فلافل.وكنت أشعر أنني فعلت شيئا عظيما.
وبعدها وخلال إجازة الصيف « المدرسية «، كنت ابيع حلاوة « الكريزة « المكونة من السميد والسكر وعليها صبغة حمرا.
كانت المرحومة امي تصنعها وتغطيها بمشمع شفاف بملاقط خشب. 
كنت اطوف بالحارات.. تارة العب كرة قدم مع الاولاد تاركا « صينية الكريزة « / امانة عند احدهم.
كان الهدف الحصول على « مصروف « قبل العودة إلى المدارس والاهم الانشغال بشيء مفيد بدل «الطوشات « مع اخوتي.
وفي المرحلة الثانوية، اشتغلت في معمل « الطوب « وكنت احمل الطوب في « القلاب» ونقله إلى المكان المطلوب مقابل عشرين قرشا لكل مئة طوبة / اسمنتية.
وكانت أيدينا « تتسلخ» من الأسمنت والرمل المصنوع منه الطوب.
أما أطرف ما عملت به في المرحلة الثانوية ، فكان العمل في « مصنع البطاريات» بمنطقة « ماركا «.
ولم اتحمل رائحة الاسيد والمواد الكيماوية الداخلة في صناعة البطاريات وهربت قبل انقضاء اليوم الأول.
طبعا.. لم احصل على أجر.
والثانية عندما عملت « مساعد حفار « في منطقة « الشميساني «..ووقتها كانت « الشميساني « أرقى مناطق العاصمة. وكنت أرى الصبايا على « البسكاليتات» واشعر كما لو أنني في باريس.
كانت طبيعة عملي نقل « القفة « المليئة بالتراب والحجارة من الحفرة الى الخارج .. بينما كان الرجل الضخم « يعزف على الكمبريصة «.. ولم استمر أكثر من ساعتين.. هربت بحجة أنني ذاهب الى الحمام.
ولم أعد.. وكم شعرت بالدونية وانا أسير مغبرا بملابس « مشرتحة «.. خاصة عندما كانت الصبايا تمر من امامي وكانهن ينظرن الى « كائن غريب» شكلا ومضمونا.
كنت أشعر بالضآلة والحزن وبالكاد كنت املك اجرة الباص من «عمان» إلى « الرصيفة «.
في ذلك الحين ، كان شعاري:
« أول 100 سنة دايما شقا وتعب»
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences