المرأة الأردنية
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة -بقناعتي بأن المرأة الاردنية التي اعرفها لا تحتاج الى وقفات احتجاجية واعتصامات. والمرأة الاردنية لا تحتاج الى ترف سيدات من المخمليات ذوات الجاه والمال.
المرأة الاردنية الراسخة من ترضع أولادها، ولا تشترى حليبا ومكملات غذائية، ومن تحفر كوسا، وتحشي كرش وكوارع ورشوف ومدقوقة وشوربة عدس وتطبخ منسف، ومن تقضي أوقاتا في رعاية الاولاد وتعليمهم وتدبر مع زوجها أمور العائلة وتتكيف مع الضيقة المعيشية، وتصبر تجاهد في اعداد مونة للاسرة.
المرأة الحديدية من تصحو صباحا تنشر الغسيل، وتقطع البامية وتجففها، وتدق الزيتون. وهي المرأة الجميلة من لا تتزين بمكياج صيني وتركي مضروب ومستورد، وبوتكس اصطناعي ورموش بلاستيكية وشفايف منفوخة بالسيلكون ، ومن تندي بسمتها القلوب الضاحكة، ومن تصنع من العدم املا وفرصة.
المرأة الاردنية حرة وصابرة ومكابدة، ولا يضيمها الا الاتجار بحقوقها. وباختصار شديد فان المرأة الاردنية اكثر ما تواجه قعما من المرأة نفسها. مسألة المرأة وتمكينها لا تحتاج الى نضال جندري بحت.
اعداء المرأة وكراهية المرأة في المجتمع ليسوا رجالا فحسب، بل إن النساء متورطات بها. المرأة ليست قضية جندرية، والتمكين والتحرر لا يعني الانجرار وراء وصفات الوهم الاجنبي «الغربي «، بصناعة امراة على كتالوغ افتراضي لا يراعي الخصوصية المحلية الاردنية، وكتالوغ على قيم معيار ومبادئ واخلاق سيداو وبرامج التنحيف المفرطة التي تفترض ان النساء في العالم الثالث لابد أن يتشابهن في تقليد المرأة البيضاء الغربية.