كرة الثلج الفلسطينية المتدحرجة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 حمادة فراعنة - اربعة عوامل يمكن ملاحظتها في قراءة المشهد السياسي:
 اولا: لا قيمة للموقف العربي ولا الإسلامي ولا المسيحي ولا الدولي الرافض لموقف التحالف الأميركي الإسرائيلي بشأن القدس، واللاجئين، والمستوطنات، إذا لم تكن قاعدته موقفا فلسطينيا موحدا في مواجهة مشاريع المستعمرة الإسرائيلية.
 ثانيا: ان الموقف الفلسطيني مهما بدا عادلاً وصلباً وإيجابياً سيكون ضعيفا اذا لم يكن مسنوداً بالموقف العربي والإسلامي والمسيحي والدولي.
 ثالثا: لقد ظهر موقف التحالف الأميركي الإسرائيلي مكشوفاً وعارياً الان رغم غطرسته وقوة نفوذه؛ لأنه يتعارض مع الشرعية الدولية ويفتقد للتجاوب العربي والإسلامي والمسيحي والدولي.
 رابعا: إن الموقف الأوروبي وخاصة من قبل المانيا وفرنسا وبريطانيا ومن قبل الفاتيكان الرافضة بمجملها للسياسات الأميركية الإسرائيلية نحو فلسطين وشعبها وقضيتها وحقوقهم العادلة المشروعة في غاية الأهمية، وتبرز اهمية أوروبا وموقفها؛ لأنها هي التي صنعت مشروع المستعمرة الإسرائيلية الصهيونية ودعمته وقوته قبل أن تتبناه الولايات المتحدة بشكل كامل. 
فلسطين تنتصر في الأمم المتحدة لصالح قضية اللاجئين والأونروا، وأوروبا تنتصر لفلسطين بشأن قضية المستوطنات وعدم شرعيتها سواء في القدس أو في الضفة الفلسطينية، ولكن حصيلة ذلك تراكم إنجازات سياسية إيجابية ولكنها ليست أهم من قرارات الأمم المتحدة: التقسيم 181، والعودة 194، والانسحاب وعدم الضم 242، وليس انتهاء بالقرار 2334، ولكن ما هي النتيجة: لا تنفيذ ولا تطبيق لأي من هذه القرارات الهامة وهي أسلحة سياسية بيد الشعب الفلسطيني ومنصفة لصالحه وسبب عدم تنفيذها يعود لضعف المعسكر الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي الدولي، في مواجهة المعسكر الإسرائيلي الأميركي الاقوى. 
التحالف الأول ضعيف؛ لأن الحلقة الأولى الفلسطينية ضعيفة وقادة الشعب الفلسطيني لا يفكرون بالأولويات التي تجعل منهم أقوياء، وهم أقوياء؛ لأن قضيتهم عادلة ومحقة ومشروعة، ولكن قياداتهم الفتحاوية الحمساوية غارقة في أنانيتها الشخصية والحزبية والفئوية، بينما التحالف العدواني الأخر قوي؛ لأن قاعدته الإسرائيلية موحدة متماسكة رغم تعدديتها، ولذلك يحتاج التحالف الأول إلى أن تكون قاعدته  الفلسطينية متماسكة موحدة وأن يكون مثل كرة الثلج الصغيرة المتدحرجة التي تكبر بالدعم العربي والإسلامي والمسيحي والدولي، وغياب هذه الكرة الثلجية المتدحرجة التراكمية، يعمل على إضعاف التضامن العربي الإسلامي المسيحي الدولي وتقل قيمته في عملية الضغط لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة على أرض فلسطين وعودة  الشعب الفلسطيني اللاجئ المشرد منذ عام 1948 إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع. 
قيادات الشعب الفلسطيني بحاجة للتعلم وفهم كلمة الشراكة، الشراكة بين فتح وحماس والشعبية والديمقراطية والجهاد وباقي اليساريين والقوميين والمستقلين وفعاليات المجتمع المدني في إطار منظمة التحرير، هذا هو الطريق، هذا هو السلاح، هذا هو المطلوب لدحرجة كرة الثلج الفلسطينية كي تكبر في مواجهة عدوها الذي يفتقد للشرعية وللعدالة وإجراءاته تتنافى مع قيم الشرعية الدولية وضد قرارات الأمم المتحدة، وعندما يتواضع قادة حماس وفتح، ويتخلى كل منهما عن امتيازاته الوظيفية واستئثاره عما في حوزته، يكون قد وضعت الحركة السياسية الفلسطينية خطواتها على السكة الموصلة نحو تحقيق إنجازات على الأرض انعكاساً للإنجازات التي تحققت على المستوى الدولي، فالكرة في الملعب الفلسطيني، وبيد اللاعب الفلسطيني وهو القادر على تحقيق خطوات وإجراءات وصنع النتائج في هزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي وانتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences