امل خضر تكتب..التحول الرقمي في التعليم الأردني... ثورة هادئة تغيّر شكل المدرسة
منصة "درسك" كانت البداية... والمعلم الأردني يقود التغيير بثقة نحو مدرسة المستقبل.
بين جدران الصفوف القديمة وشاشات الأجهزة الحديثة، يخوض التعليم الأردني رحلة تحوّل غير مسبوقة. رحلة بدأت كضرورة في زمن الجائحة، لكنها اليوم أصبحت خيارًا استراتيجيًا يرسم ملامح المستقبل. من الطباشير إلى الشاشة
لم يكن التحول الرقمي في التعليم الأردني حدثًا عابرًا، بل استجابة ذكية لواقع فرض نفسه.
فعندما أغلقت المدارس أبوابها خلال جائحة كورونا، كانت وزارة التربية والتعليم أول من تحرك لإطلاق منصة "درسك"، التي أعادت الحياة إلى الحصص الدراسية عبر الإنترنت، وربطت الطلبة بمعلميهم رغم المسافات.
ومن تلك اللحظة، بدأ التعليم الأردني يخطّ فصلاً جديدًا من تاريخه، عنوانه التكنولوجيا في خدمة التعلم. المعلم الأردني... القائد الصامت للتحول في قلب هذه التجربة، كان المعلم الأردني هو بطل المشهد الحقيقي.
تجاوز تحديات الاتصال وضعف الإمكانات، وأبدع في استخدام الأدوات الرقمية لتوصيل المعلومة بطريقة جديدة.
لقد أثبت المعلم أنه ليس مجرد ناقل معرفة، بل قائد للتغيير ومُلهم لجيلٍ رقميٍّ جديد.
ولأن الوزارة ممثلة بمعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ الدكتور عزمي محافظة تدرك هذه الحقيقة، فقد استثمرت في تدريب آلاف المعلمين على مهارات التعليم الإلكتروني وأساليب التفاعل الرقمي، لتبقى الكفاءة التربوية محور كل تطوير.
أن التحدي القادم ورغم ما تحقق من إنجازات، يبقى التحدي الأبرز هو تحقيق العدالة الرقمية بين جميع المدارس.
فبعض المناطق النائية ما تزال تعاني من ضعف الشبكة أو نقص التجهيزات، مما يجعل التحول الرقمي بحاجة إلى دعم مستدام، يضمن وصول التكنولوجيا إلى كل طالب دون استثناء.
وهنا تتكامل الجهود بين الوزارة، والمجتمع المحلي، والقطاع الخاص لبناء بيئة تعليمية عادلة وحديثة.
نحو تعليم يصنع المستقبل
اليوم، لم يعد التعليم الأردني يعتمد على الحفظ والتلقين، بل على الإبداع والتفكير النقدي.
الطلبة يبتكرون مشاريع رقمية، ويشاركون في مسابقات برمجة وابتكار، في مشهد يعكس تحوّل التعليم إلى تجربة تفاعلية تُنمي مهارات المستقبل.
إنها مدرسة جديدة... لا تشبه الأمس، ولا تنتظر الغد، بل تصنعه.رؤية الأردن 2030... التعليم كقوة وطنية
تسعى وزارة التربية والتعليم إلى ترسيخ منظومة رقمية متكاملة بحلول عام 2030، تواكب التطور التكنولوجي العالمي وتبني جيلًا قادرًا على الإبداع والمنافسة.
إنه مشروع وطني يتجاوز حدود الصفوف، ليصبح ركيزة من ركائز التنمية الشاملة في الأردن.
التحول الرقمي في التعليم الأردني ليس مجرد تحديثٍ للأدوات، بل تغيير في الفكر التربوي وثقافة التعلم.
وفي كل شاشة مضيئة داخل صفّ أردني، هناك قصة نجاح صغيرة تقول للعالم:
"هنا يتعلّم الأردن... بلغة المستقبل."








