دكتور عبدالله سعد يكتب أمل خضر الصوت الذي يوقظ المعنى في زمن امتلأت فيه الأصوات

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

في زمنٍ ازدحمت فيه المنصات بالضجيج، وامتلأت السماء الرقمية بغيوم الكلام العابر، يطلّ اسم أمل خضر كضوءٍ لا يساوم على طريقه، وكقلمٍ يعرف تماماً أين يضع خطواته. ليست مجرّد إعلامية تكتب، بل ظاهرة أسلوب تشقّ لنفسها مساراً بين الكلمات، وتحوّل المقال إلى مساحة نابضة تشبه لحظة تنفّس الوعي.

أمل خضر لا تكتب من أجل أن يقرأها الناس فقط؛

إنها تكتب لكي يستيقظ شيء ما داخل القارئ.

لكي يشعر بأن الأردن أقرب، وأن التعليم أعمق، وأن الإنسان أثمن.

قلم يشبه نبرة البلاد

حين تقرأ لها، تشعر أن الكلمات تخرج من قلبٍ يعرف وجع المعلّم، وحلم الطالب، وكبرياء الوطن.

كأنّها تمسك نبض الشارع بين أصابعها وتضعه على الورق بلا مبالغة وبلا تجميل؛ حقيقةٌ تلمع، ووجدانٌ يتحرك.

كتاباتها عن التربية والتعليم ليست تقارير جامدة، بل مرافعات إنسانية تضع فيها المدرسة كشجرة وطنية، والمعلم كجندي صامت، والطالب كحلم يسير على قدميه نحو الغد.

معركة المعنى

أمل خضر ليست من الذين يكتبون ليصفّق لهم أحد.

هي تكتب لأن هناك فكرة تحتاج أن تُقال، وواقعاً يحتاج أن يُضاء، وصوتاً وطنياً يجب ألا يتعب.

وفي زمن تتداخل فيه الحقيقة بالصوت العالي، كانت هي الصوت الهادئ الذي لا يصرخ… لكنه يصل.

يقول البعض إن أسلوبها “أدبي”، ويقول آخرون إنه “صحفي محض”.

والحقيقة أنه مزيج نادر يولد حين يتقاطع الإحساس مع الوعي، واللغة مع الموقف.

حين يكون الحبر موقفاً

هناك كتّاب يكتبون، وهناك كتّاب يبنون جسوراً.

وأمل خضر من الفئة الثانية.

تبني بين القارئ والفكرة، بين المواطن والقضية، بين الأردن وصورته التي يستحق أن يراها.

في مقالاتها، يصبح الوطن ليس شعاراً، بل صوتاً له نبرة

ومعلّماً له ظلّ

وطفلاً له مستقبل

ومواطناً له حقّ أن يشعر أن بلاده تُنصت إليه.

امرأة تكتب كما لو أنها تحمل وطناً بيد وقارئاً باليد الأخرى

ما يميّز وجودها ليس كثرة الظهور، بل وحدة الحضور؛حضور يشبه خيط نور يمرّ فوق العتمة ولا يذوب فيها.

أمل خضر لا تطلب مكانها في المشهد الإعلامي،بل تصنعه بصمت،وتترك للقارئ أن يكتشف أن هناك قلماً مختلفاً،يستحق أن يُقرأ… لا أن يُمرّ عليه مروراً عابراً.حين يصبح الاسم رسالة

في النهاية، ليست أمل خضر مجرد إعلامية؛إنها حكاية امرأة أردنية آمنت بأن الكلمة يمكن أن تغيّر العقول،وبأن المقال قد يكون أحياناً أقوى من خطبة،وأن الحقيقة حين تُكتب بصدق،تشقّ طريقها حتى لو وقفت في وجهها كل العواصف.

إن أمل خضر — كما يعرف قارئوها — ليست اسماً في الإعلام؛

بل جملةٌ طويلة من المعنى… لم تكتمل بعد.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences