امل خضر تكتب....النشامى حين يكون الأداء أبهى من النتيجة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

قد لا تُسجَّل المباراة في دفاتر الإحصاءات على أنها فوز، لكنها في ذاكرة الأردنيين كُتبت بأحرف المجد. فما قدّمه النشامى في مواجهتهم أمام المغرب كان أجمل من الفوز ذاته، لأنهم لعبوا بروح الوطن، وبقلبٍ لا يعرف الاستسلام، وبأداءٍ يليق باسم الأردن.

الخسارة في الرياضة رقم، أمّا الأداء فقيمة، وما فعله المنتخب الأردني كان قيمةً عاليةً رفعت الرأس. قدّم اللاعبون صورة مشرفة للكرة الأردنية؛ انضباط، قتال حتى اللحظة الأخيرة، وإيمان بأن القميص الذي يرتدونه ليس مجرد لون، بل مسؤولية وكرامة ورسالة.

هذا الأداء جعل الأردنيين، شعبًا وقيادة، يشعرون بالفخر. فحين يكون العطاء صادقًا، يصبح التصفيق واجبًا، وتتحول النتيجة إلى تفصيل صغير أمام مشهد كبير من العزيمة والإصرار. النشامى لم يخسروا احترام الجمهور، بل كسبوه مضاعفًا، لأنهم لعبوا كما يحب الأردنيون بشجاعة، وبلا حسابات، وبقلب مفتوح على الحلم.

ولا يمكن فصل هذا المستوى المتقدم عن الدعم المتواصل الذي يوليه سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني  للرياضة والشباب، وعن المتابعة القريبة والدافئة من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، إيمانًا بأن الرياضة ليست منصة فوز وخسارة فقط، بل مساحة لصناعة الثقة وبناء الإنسان.

ومع حلول عامٍ جديد،  أتقدم  بالتهنئة الصادقة لسيد البلاد وولي عهده، تقديرًا لدعمهم المستمر لكل إنجاز، ولكل محاولة شريفة، ولكل جهد يُبذل باسم الأردن. دعمٌ يستحق الاحترام، ويقابله شعبٌ يُجدد ولاءه وانتماءه لقيادةٍ لم تبخل يومًا على وطنها ولا على شبابها.

النشامى اليوم لم يفوزوا في النتيجة، لكنهم انتصروا في المعنى، والرياضة، كما الوطن، تُقاس أحيانًا بالثبات والشرف أكثر مما تُقاس بالأرقام.

كل عام والأردن بخير، وكل أداءٍ مشرّف هو بداية فوز قادم.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences