حول نتائج المستوى الأول امتحان التوجيهي

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الشريط الاخباري - نبارك لكل من نجح أو تفوق، ونتمنى النجاح لمن سيكمل الامتحان في دورته التكميلية التي تنطلق غدا..
هل نبارك لوزارة التربية والتعليم بهذه النتائج؟!
يجب أن نعود قليلا الى سيرة ومسيرة الامتحان لا سيما تلك السنوات التي تولى فيها د. محمد الذنيبات الوزارة، قبلها بسنوات وبعدها، ولن أقول جديدا ولا كثيرا حيث كتبت مقالات عنها، كان وما زال رأيي ان «امتحان الثانوية العامة في الأردن» هو أهم امتحان وأكبر حدث على مستوى التعليم، ويعبر الى حد بعيد عن رمزية وطنية في العدالة والنزاهة والتقييم، ولا أقول عنه مثاليا الا إذا ما قورن بغيره من الفعاليات التي تديرها الدولة وتتطلب نزاهة وشفافية.. ويعتري «التوجيهي» والتعليم المدرسي في كل وقت أعني، يعتريه أخطاء ينقسم الناس حولها، لكن المؤكد هو حاجتنا الفعلية لتغيير اسلوب التدريس في مدارسنا لنتخلص من ثقافات سلبية كثيرة، عملت على التقوقع تنمويا، ووضعت شبابنا في زوايا حرجة، حيث لا يوجد سوق عمل تتطلب كل هؤلاء الخريجين وتلك التخصصات.
في نتائج الثانوية التي تمخض عنها الامتحان الرئيسي، كان وما زال غرض الحكومة والوزارة هو القضاء على «بعبع» التوجيهي، حيث يعتبر كثيرون منا بأن الامتحان يكرس ثقافة رهاب ورعب لدى الطلبة وأهاليهم، ويجب تغيير هذا الانطباع، وهي وجهة نظر مقبولة، لكنها تكون غير صحيحة ان كانت على حساب النزاهة والعدالة، حيث نعود للحقيقة الوطنية الأردنية المتعلقة بفرادة ونزاهة وعدالة هذا الامتحان المعروفة..نحن لانملك أدوات تغيير منظومة التعليم كلها، وحبذا لو كنا نملكها لكان منطقيا تغيير كل شيء في اليوم التالي، لكننا اتفقنا وأطلقنا الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، وهي التي تتطلب المال و11 سنة أخرى لنقول عندئذ «غيرنا» التعليم وطورناه ليواكب العصر، بهذا المعنى يكون عملا محفوفا بالمخاطر لو قمنا بالتخلي عن اهم أداة في حلقة نزاهة وشفافية وعدالة التعليم وهي امتحان التوجيهي.
أهم الملاحظات على نتائج الثانوية العامة هي ارتفاع المعدلات، وهذا موضوع لا يغير «حسابيا ومنطقيا» من طريقة وفرص التنافس، لكنه يصطدم بمنطق وثقافة أخرى، حيث من المعروف أن أي طالب في أي مؤسسة تعليمية، ويحوز علامة او معدلا فوق 90 % فهو متفوق ويجب أن تكون له أولوية في فرص التعليم العالي وفي فرص العمل أيضا، لكن مع هذه المعدلات العالية اختلّت الثقافة، لا سيما حين نعلم أن المتميزين الحقيقيين والذين يتمتعون بمهارات وكفاءات عالية، لم يعد بالإمكان تمييزهم كما كان الأمر سابقا، وقد يعتبر بعضهم أن هذا موضوع ثانوي، لكنه ليس كذلك حين يقترن بالفرص القليلة لحيازة مقعد جامعي، في جامعات حكومية لم تتوسع ولم تتطور ولم تتغير أوضاعها المالية..
لن نقول الكثير الآن فثمة جولة أخرى من الامتحان، هي التكميلية، عندها تتضح الصورة ويصبح الحديث علميا مستندا الى ارقام..
أما عما يبرع فيه المتشككون والمتندرون والذين لهم حساباتهم ومصالحهم ووجهات نظرهم الخاصة، فهم أيضا ليس من حقهم أن يطرحوا أرقاما وجداول ونسبا وقراءات، فالامتحان لم يكتمل فعلا وكل الأرقام بشأنه مبدئية..والمنطق يلزمنا بعدم الأخذ بأية معلومة أو رقم حتى لو كان مصدره وزارة التربية نفسها، لأنه رقم مبدئي سيتغير بعد شهر تقريبا..
فهل ترحمونا وتنتظروا ما سيتمخض عنه الامتحان التكميلي؟!.. نعم نبارك لوزارة التربية هذه الجهود التي ستكتمل بدورها بعد التكميلي، فكل الذي جرى هو مجرد نتائج لمستوى أول من الامتحان، نشكر الوزارة على جهودها فيه وندعمها حتى النهاية.

عبد المجيد القيسي - الدستور
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences