إلى دمشق
الشريط الإخباري :
فارس الحباشنة -منذ بداية الازمة السورية عام 2011، والعلاقات الثنائية بين الاردن- سورية تدخل مراحل مد وجزر. وقد حاولت قوى سياسية وطنية لعب دور في صياغة مقاربات لاخذ العلاقة بين البلدين الجارين الى منحى اوسع وأكبر سياسيا واقتصاديا وامنيا، وخلق حالة من الصداقة والاحترام تقاوم مع تصنعه ماكينات اعلامية تلوث وتؤزم المناخ السياسي بين البلدين.
وفي غضون كتابة هذه السطور ينشغل الرأي العام الاردني باهتمام بالغ في خبر الزيارة المزمعة قريبا لوفد اردني يضم ثلاثين سياسيا وعلى رأسهم رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ووزير الداخلية الاسبق سمير الحباشنة. وبشكل هام استطلاع تعطش الاردنيين الى عودة علاقة سياسية تكاملية مع سورية، والى ما هو ابعد من علاقات ثنائية سياسية ودبلوماسية واقتصادية.
بلا شك فإن لسورية خصوما في الاردن، وأن ثمة قوى سياسية مؤثرة تدفع باتجاه تعطيل أي استدارة نحو دمشق، وتوسع في بناء علاقة تكاملية بين البلدين الجارين. وسرعان ما نسمع عند فتح أي قناة أو نافذة سياسية مع دمشق اصواتا تحارب وتشكك وترمي العصا بالدولايب لتعطيل المسارات والفرص الدبلوماسية الجديدة.
في الراهن الاردني والاقليمي فان خصوم سورية، ومعطلي الاستدارة نحو دمشق ليس بين ايديهم حاليا اوراق ضاغطة. ولنسميها في لغة السياسة «لم يعد لديهم حلفاء اقليميون ودوليون».
ودمشق تقترب من حسم الازمة واستعادة السيطرة على الجغرافيا والحفاظ على وحدة البلاد، التوافقات السياسية بكل الفرقاء اجمعين، ومن فصول الحل السياسي بوصول السوريين تحت الرعاية الروسية بالتوصل الى توافق وطني حول الدستور.
والسؤال الاهم الذي لا يمكن ان يغيب عن مناقشات ومراجعات وتقديرات المرحلة المقبلة في العلاقة الاردنية -السورية، ما يتعلق بملف النازحين السوريين وتسريع عودتهم الى ديارهم، لربما هو الملف المثقل بالاهمية لـ»عمان ودمشق» معا لفتح سقوف أوسع في التنسيق والتشاور السياسي والاقتصادي والامني بين البلدين.
نأمل لما بعد زيارة الوفد الاردني لدمشق أن يكون هناك انفتاح على إطار سياسي ودبلوماسي رسمي. المصلحة أولا والمنطق والعاطفة تقول إن شعار الاردن في المرحلة المقبلة يقول لماذا لا نبني علاقة متكاملة استراتيجيا وسياسيا واقتصاديا مع سورية.
وثمة حقائق استراتيجية يصعب اطلاقها، هناك استقرار واقتصاد جديد وفرص للاستثمار والتعاون المشترك غير محدودة، وهناك تاريخ مع العلاقة بين البلدين لا تشد أوصالها الا في المحن والشدائد من ايلول في 70 الى مطلع الالفية الحالية.