عزل..ضغط..ردع..ماذا بعد؟!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
 محمد سلامة - وزير الخارجية الأمريكي ماك بومبيو اعلن أن سياسة بلاده ضد إيران قائمة على ثلاثة مستويات لتركيعها.. العزل الديبلوماسي والضغط الاقتصادي والردع بالقوة ،وما يمكن النظر اليه أن عواصم القرار الغربي (لندن وباريس دون برلين حتى اللحظة) دخلت بقوة على خط الأزمة بتفعيل بند العقوبات وتبني سياسة واشنطن ضدها في التفاوض على برنامجها النووي والصاروخي دون شروط. وهنا نؤشر على النقاط التالية:-
--واشنطن قامت بخطوات مهمة في محاولة عزل ايران من خلال إلزام أوروبا بموقفها في التفاوض على برنامج ايران النووي من جديد، وهذه أولى خطوات  عزلها عن الثالوث القيادي لأوروبا  التي  افقدتها قدرة على المناورة السياسية بإبعاد أوروبا عن الولايات المتحدة الأمريكية. 
--لا  نعتقد أن لدى ادارة الرئيس دونالد ترامب خطوات مماثلة في موسكو وبكين لاتخاذ موقف مؤيد له ضد إيران (اي عزلها) ولهذا ربما يدفعها إلى النظر إلى تمتين علاقاتها مع حلفاء جدد بعيدا عن الغرب الذي تقوده واشنطن، وبالتالي فإن المعادلة الدولية باتت اكثر انكشافا لجهة عزل ايران سياسيا بالنظر إلى حلفاء أوروبا وأمريكا في العالم. 
-- سياسات الضغط الاقتصادي القصوى والتي شملت حتى الآن اكثر من عشر دفعات من العقوبات المالية القاسية على إيران ،أوقفت كثيرا من إنتاجها النقطي وشلت حركة الاقتصاد وانعكس هذا في مظاهرات الشارع الأخيرة عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية، وما بين هذه العقوبات يمكنها الالتفاف عليها،  فاقتصادها بالأساس مبني على اعتمادها على مواردها وعلاقاتها مع روسيا والصين ودول أخرى بعيدة عن الفلك الغربي. 
--  ايران تنظر إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين ثاني القادم لتقرر ماذا يمكنها أن تفعله سياسيا واقتصاديا تجاه ادارة جديدة سواء بقي ترامب أو رحل، والمحصلة انها ذاهبة الى تحصين ذاتها وفرض معادلات جديدة قد تفاجأ العالم بها، وتتمثل في انسحابها من معاهدة الانتشار النووي. 
-- سياسة الردع..وهي الأخطر بين طهران وواشنطن، فما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني باتت ساحات الاشتباك في بغداد وصنعاء ودمشق اكثر سخونة، ولا يمكن الحديث عن انتصار أمريكي كون المنازلة الكبرى معلقة بينهما، فالنزاع لن يؤدي حتما لانسحابها من المواجهة، والارجح أن واشنطن اضعف في جل ساحات الاشتباك، فالروس والاتراك وطبيعة المنطقة لصالحها، وهذا ما لا تدركه واشنطن، وبكل الأحوال فإن حربا شاملة قد تحسم الاشتباك أو امتلاك طهران للقنبلة الذرية، وغير ذلك ستبقى سياسات العزل والضغط والردع تراوح مكانها دون نتائج تذكر ،والاشتباك الإعلامي على أشده.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences