بين الرسم والترسيم وبوصلة الاتجاه 2-2
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع — وحتى لا تفهم درجة الاستكانة في المنطقة حالة من القبول، او تشي درجة التفهم الى حالة من الرضى، فان التشخيص لابد ان يتخذ في اطار استثنائية المرحلة التي تقف عليها المنطقة في قضيتها المركزية، لان الاطار العام لا يعالج حالة الخصوص من باب الالتفاف عليها بالتمرير ومن ثم يتوقع انصياع الجميع عند صياغة التقرير وتعميد الاقرار بدعوى تهيئة مناخات الترسيم الماطرة للاصطفاف وتدعيم اماكن رسم مساحة النفوذ التي يتم تشييدها باستخدام المجسات الاعلامية احيانا والوجاهية في اخرى.
ذلك لان الفعاليات التوظيفية التي رافقت مرحلة المناورة السياسية يجب ان لا تقرا في سياق القبول الضمني عند الدخول في مرحلة التقرير واتخاذ القرار في الشان الاقليمي او تجاه تعميد الاصطفافات الاقليمية السائدة، هذا لان الغاية الكلية باتت اكبر من الاشكالات العابرة او حتى المركزية منها، لذا كان على الذي يبنري للدور القيادي ان يكون عند حجم المرحلة فلا يفكر بمكتسبات انية لن تساعد في رسم ابعاد الصورة الكلية كما لن تسهم في الوصول للغاية المراد تكوينها.
ان تصميم حمولة البناء تحسب بواقع الطوابق الاعلى وان كان تشييدها يقوم من اسفل، لذا كانت مسالة الاطلاع على شكل الصورة الكلية في مرحلية التصيميم امرا غاية في الاهمية لانه سيخدم تصورات القبول، وكما ان مسالة تقديم الصورة الكلية وغاياتها ستجعل من ميزان النظرة للتحديات في جلها تحديات بسيطة مقارنة بحجم العوائد التي ستجنيها الاطراف الداخلة والمتداخلة وحتى الراعية منها، وعلية فان ما يتم تقديمه من سياسات تستند على وصول شريحة التصميم بالقطعة لن يقود الى سياسة ناجحة قادرة على وصول بالشكل العام والنموذج المراد تكوينه الى درجة القبول مهما كانت الرؤية شاملة، وذلك لان افشال رسالتها جاء نتيجة ادخال المصالح الانتخابية والمنافع الانية في حسابات المشروع الكلي المراد ترسيمه وتاطير نموذجه بهدف تمكين رسالة الاعتدال وتقديم نموذج بالتعايش السلمي للمنطقة ومجتمعاتها.
ان الدبلوماسية الاردنية وهي تتفهم ما يحدث من احداث وتعمل على ايجاد ميزان التهدئة من باب استشرافها للغايات المراد ترسيمها فلقد تعاطت مع المشهد العام من باب العارف الذي يسمو على الصغائر ولا يقف عن تلك الاليات او السياسات او حتى التصريحات التي يتلوها هذا الطرف او ذاك لكسب شعبية يريدها واستعراض نفوذ عدمي يحقق له نشوة الانتصار فهي بذلك انما لتقدم نموذجا فريدا في التعاطي السياسي على الصعيد الاقليمي وعلى المستوى الدولي.
لذا تنتظر من الجميع تفهم موقفها وادارك فحوى الرسالة التي يقف عليها جلالة الملك في القفز عن نتوءات هنا او طروحات غير موضوعية هناك، فان المرحلة التاريخية التي نعيش بحاجة الى قيادات تاريخية، قادرة على استلهام متغيراتها وعاملة على التعاطي معها بحرفية سياسية ودبلوماسية مهنية من وحي تقدير موقف عميق، وهو ما بيّنه جلالة الملك هو يسطر نموذجا في قيادة الامة ويكتب رسالتها في سجلات التاريخ.