تغيير الاتجاهات وتبديل الأولويات
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع — قد تستلزم المرحلة الجديدة تغيير اتجاه الاشرعة من اتجاه الى اخر، وقد تستدعي سرعة الرياح الوقوف عند اول محطة لغايات الاستزادة والاستشراف، فان سرعة التغيير ليس سرعة نمطية يمكن التعامل معها بواقعية بسيطة، لكنها تبدو انها عميقة ومن ثلاث مفارز، فلا الانطواء يفيد ولا التقوقع يحمي ولا سرعة الاستجابة مطلوبة لان طبيعة التعامل مع ما هو قادم اجسامها لا تبدو محددة، كما ضوابطها غير مؤطرة الامر الذي يجعل أماكن الاسقاطات فيها غير معلومة او حتى معروفة، وهنا تكمن صعوبة تحديد ادوات التعاطي فما يمكن ان يكون ايجابيا لهذا الطرف قد لا يكون لذاك، كما ان مقياس المصالح البينية قد تختلف اذا ما تم تدوير الزوايا من درجة القياس النسبي في المعادلة الاستراتيجية.
فان المنطقة تبدو انها امام متغير عميق اخر يقوم على هزات راسية هذه المرة وليس اهتزازت افقية كما كانت معروفة في السابق، وهذا ما سيؤدي الى تمدد ظلال الاسقاطات العامودية الاقليمية الى درجات غير مسبوقة ويقود الى احداث تغيير راسي على بعض انظمة المنطقة، مصحوبا بمتغير للجغرافيا المكانية فمن كان داخل المنظومة الوطنية لهذا المجتمع سيصبح في اطار اخر في نظرية تدوير زوايا المجتمعات القادمة وبهذا تكون المنطقة قد ادخلت من مرحلة الاحتواء الاقليمي وصفقة القرن الى مرحلة تدوير زوايا المجتمعات.
وحتى لا نستفيض في مرحلة التعليل والتحليل للاستنباط المعرفي، فان الاكتفاء بقراءة ما هو قادم قد لا يفيد الا اذا تم تشكيل تشكيلات قادرة على التعامل مع مقتضيات المرحلة القادمة تسهم في ولادة رافعة حقيقية تكون قادرة على حماية مستقرات الانظمة، وبناء حالة تستحيب للمتغير بفعل ذاتي، لان مرحلة شراء الوقت لن تكون ناجعة في التعاطي مع مستجدات الحالة القادمة، كما ان التعامل بالقطعة لن تخدم المرحلة لان كل قطعة ستكون مبنية على من تاتي بعدها، فما يمكن تركيبه على الميمنة قد لا يخدم تلك القادمة من اعلى او من الميسرة.
و من هنا تكمن صعوبة التقدير في ايجاد الحمايات والاليات المناسبة للتعاطي مع المشهد وحماية المنجز، وهذا ما سيتوقف على درجة الاستشراف الكلي للصورة وابعادها بعد عملية خلط الاوراق التي بدأت رياحها تلوح بالافق وإن كانت غير معرفة بوضوح لكنها تستدعي الحيطة من المفاجات والاستعداد لتبديل منظومة التصدي، وهذا يتطلب متابعة تجاه الامتدادات الاقليمية و استنباط كيفية التعاطي مع ما هو آت، وقد يكون من المفيد للانظمة ذات الارضية الاقليمية الواحدة ايجاد تشكيلات وبناء مربعات قيادية قادرة على الاسناد الشعبي على ان يتم ذلك ضمن تشبيك سياسي وليس امنيا فحسب يقوم على دعم الانظمة و ايجاد ارضية عمل تكفل حماية مستقرات الانظمة واسناد درجة الاستقرار الذاتي فيها وفق جمل سياسية تؤدي الى بناء منظومة اقليمية جديدة يمكن البناء عليها والتوافق حول هضم مركباتها الاجتماعية القادمة التي ستشكلها مرحله تدوير الزوايا المجتمعية.