قراءة في الخارطة السياسية الإسرائيلية
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع —ما ان انتهت الانتخابات الاسرائيلية الثالثة في غضون عام حتى انبرت الكتل الحزبية للدخول في تجاذبات محمومة للوصول الى نقطه الحسم في تشكيل الحكومة، وما بين حزب الليكود وائتلافه او حزب ازرق ابيض واحلافه تندرج المنافسة في استقطاب ما يمكن استقطابه من احزاب للوصول الى التصف زائد واحد من مقاعد الكنيست.
وعلى رغم من تحقيق حزب الليكود 36 مقعدا متقدما على حزب ازرق ابيض بفارق ثلاثة مقاعد، الا ان إئتلاف الليكود فشل في تحقيق 61مقعدا التي تعتبر نقطة الحسم للتشكيل الحكومي، حيث استطاع الليكود تكوين إئتلاف ضم شاس 9 مقاعد ويهدوت هتورا 7 مقاعد واليمين الجديد 6 مقاعد اضافة الى الليكود 36 مقعدا مكونا بذلك 58 مقعدا، كما يحاول حزب ازرق ابيض الذي حصد 33 مقعدا ان يتحالف مع اسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان 7 مقاعد والعمل عميير بيرتس 7 مقاعد اضافة الى استمالة القائمة المشتركة بزعامة ايمن عوده 15 مقعدا، فان حدث هذا فان ذلك سيؤدي الى ازوف نجم نتنياهو مع بقاء نهجه السياسي بسبب عدم وجود تغيير جوهري في سياسية اي من الحزبين الخارجية لاسيما ازاء صفقة القرن لكن مع وجود بعض التباين في كيفية التعاطي مع المشهد الداخلي الاسرائيلي في بعض القوانين الخلافية التي تعتبر عنصرية كونها تتضمن تمييزا واقصاء للاسرائيليين العرب وهي تعتبر مصدر خلاف كبير بين المواطنين الاصليين العرب والسكان المهاجرين الاجانب، فان مسالة الحقوق الاهلية المدنية والحقوق السياسية الاساسية لابد ان تكون حاضرة قبل كل شيء في البرنامج السياسي المطروح حتى تتم عملية القبول في نعم لحزب ازرق ابيض هذا اضافة الى وقف التصريحات الاستفزازية والقرارات الاحادية والتقييد في قرارات الشرعية الدولية التي تضمن تحقيق درجة الامن والسلم الاقليمي.
وازاء واقع النتائج التي افرزتها الانتخابات الاسرائيلية فان الخارطة الحزبية السياسية امام سيناريوهات ثلاثة اما ان يفوز فيها نتنياهو او ينتصر فيها غانتس او تذهب اسرائيل الى انتخابات رابعة، أما عن فرص نتنياهو فان امام نتنياهو خيارات عديدة لكن جميعها صعبة، فإما ان يقوم نتنياهو باستقطاب ثلاثة نواب لتحقيق نقطة الحسم وهذا امر صعب المنال لكنه ليس مستحيلا او ان يقوم نتنياهو باستمالة ليبرمان الى صفوفه وهذا ايضا امر صعب الحدوث، او ان ينتصر لذاته ويقوم بتشكيل حكومة وحدة مع غانتس وهذا ايضا باب مطروح لكن من الصعوبة بمكان الموافقة عليه لان ذلك سيجعل من ايمن عوده زعيما للمعارضة وبالتالي يتطلع ويشارك في القرارات السيادية وهذا مدار تحفظ عمق الدولة في تل ابيب، اذا جمل نتنياهو في التشكيل مازالت صعبة الحدوث وان كانت غير مستبعدة خصوصا في خياراتها الاولى.
اما عن فرص غانتس في التشكيل فليس امامه الا خياران احدهما ائتلافه مع الليكود وهذا يتطلب قوننة عدم ترشح نتنياهو واقصائه في اول جلسة للكنيست باعتباره متهما وهذا ما يعطيه الفرصة لتشكيل حكومة وحدة، اما الثانية فانها تتطلب منه استقطاب ليبرمان وهذا ممكن الحدوث واستمالة القائمة المشتركة بزعامة ايمن عوده وهذا يتطلب منه اعادة بلورة مواقفه لتكون منسجمة مع هذا الواقع الجديد،على ان تكون منطلقة من ارضية عمل تشاركية تستند للمواطنة ولقرارات الشرعية الدولية في التعاطي مع مقتضيات الواقع السياسي، وفي انتظار موعد 17 مارس موعد افتتاح الكنيست، يبقي يدور الجميع ضمن هذا الفرضيات، فهل يعيد عرب اسرائيل ترجيح كفة الميزان للمنطقة كلها؟ هذا السؤال سيبقى برسم الاجابة على امل تحقيقه.