مواقف كورونية!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة — كما يقولون ان الخوف من كورونا لربما يكون اشد ضررا من الفايروس نفسه. والاستهتار بالفايروس ايضا عبث وقد يجلب الوباء والمرض والايذاء للاخرين. في غمرة الكورونا من لحظة وصولها الى الاردن الى الاعلان اول من امس عن تشافي الحالة المصابة الوحيدة. رصدت الكثير من الملاحظات العامة، وتعرضت الى مواقف كثيرة توكد ان الناس لا يأخذون الموضوع جديا. 
زرت قبل ايام بيت عزاء. دخلت على البيت، ومن الباب القيت سلاما على الحاضرين «الكل باسمه». واحد من الجالسين لم يعجبه الامر، وقام باعثا عتابه قائلا: لماذا لم تسلم علي مصافحة، والا عامل نفسك مش شايفني. الرجل اكبر مني سنا، وقمت فورا باتجاهه، ووقفت على مقربة منه، وسلمت عليه، وتحدثت قليلا عن كورونا ومحاذيرها. 
وفي الاثناء، دخل مجموعة من المعزيين، وجابوا بيت العزاء من اوله الى اخره سلاما ومصافحة وتقبيلا ومعانقة حميمة ايضا مع ذوي المرحوم واقاربه. وما تسمع غير اصوات التبويس من الخد الايمن الى الايسر. 
احدهم وبعد المعانقة جلد 3 عطسات من العيار الثقيل. ويعطس دون ان يستعمل اوراقا صحية، ويقوم بعدها بالسلام على المعزيين، وجالس على الباب ما ترك واحد الا وسلم عليه باليد وقبله زيادة ايضا.
قعدت في العزاء ربع ساعة، وما عرفت شو بدي احكي واعمل. خفت ان تفسر الناس بعضا من سلوكياتي الوقائية من كورونا بانها تعجرف وشوفة حال، وقد سمعتها من احدى الجالسين، قال: بطلوا يسلموا علينا، وشافوا حالهم علينا.
لم اترك فرصة العزاء وتجمع الناس، وقفت دقيقتين وتحدثت بكلام علمي ومنهجي عن الكورونا، وبحد معرفتي. 
صنعت جوا وشرعية للخطوة القادمة، خروجي من بيت العزاء دون ان اسلم على احد، ومن دون أن اترك احدا خلفي عاتبا او زعلانا، او ماخذ موقفا ما مني. 
وموقف آخر. كان في مطعم، زبون من جنسية عربية طلب ارجيلة قبل ان تمنعها الحكومة، ورغم القرار الحكومي الا ان مطاعم ومقاهي مازالت تقدم الارجيلة وما اكثرها، وفي الاثناء سمعته في اتصال هاتفي يقول انه وصل من السفر قبل أيام. تطلعت في وجهه يبدو المرض يتفجر من عيونه الجافة وصلعته السوداء، سحبت حالي وخرجت من المطعم على وجه السرعة دون أن اكل او اشرب شئيا. 
الخوف والرعب من المرض مبرر. واستهتار الناس والاستخفاف بالكورونا يجلب لعنتها السوداء. الحذر واجب، والتقليل من عقبات وتداعيات الفايروس قد يكون مفعولها ومردودها اخطر مستقبلا. نسأل الله العفو والعافية، وندعوه ان يقينا ويحمينا من شرور الكورونا.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences