ماذا أفعل بالبيت؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بكرأبوبكر

سألوني، ولربما تساءل الكثيرون ماذا تفعل بالبيت؟ أو ماذا نفعل بالبيت؟
ولغرابة السؤال بالنسبة لي وجهت للسائلين ذات السؤال بصيغة معاكسة. ما الذي لا يمكن أن تفعله بالبيت؟ فأنت تقضي أكثر من نصف حياتك بالبيت!
فأذا احتسبنا النوم ووقت الراحة من العمل (بفرضية انك تقضي معظمه بالبيت) يصبح أكثر من ثلثي حياتك أو حياتي بالبيت.
وما يمكن أن أفعله (مضطرا) بالزمن الباقي (الزمن الجديد الاضافي مع كورونا)في البيت هو الكثير مما قد يكون تكرارا لما سبق، او تطويرا لما كنت امارسه بالبيت اوبالمكتب او مكان العمل او مكان الدراسة او الشارع.
ان البيت فضاء واسع قابل للاستغلال في عديد الامور لا تقل عن خمسة امور اساسية. هذا ان اضفنا لها الامور الطبيعية اليومية من استخدام الحمام والنظافة وغسل اليدين والطعام ومشاهدة الرائي (التلفزة) او التحديق في شاشة الحاسوب اوالجوال والسباحة مع ادوات الثقافة او الترفية او الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي.
في البيت استطيع ان اجد مساحة للوصال الاجتماعي الحقيقي عبر تطوير قدراتي الحوارية والنقاشية والنفسية والذهنية بالتعامل مع المحيط القريب (ذاتي أنا، وعائلتي...)ومحاولة التوصل لكثير من الاجوبة لتفاضلات او تكاملات بين الحاجات والرغبات الانسانية. وبين المرغوب والمستطاع واعادة ترتيب الاولويات والاهداف والغايات.
في البيت ثانيا مساحة جديدة استفيد منها -ان لم اكن قد فعلت ذلك سابقا- بالقراءة العمودية أي العميقة والثقيلة لكثير من الكتب التي تستحق القراءة (سواء الورقية او الالكترونية فلاحجة لاحد ان ليس عندي مكتبة او ماذا أقرأ)فأضيف بها الى حياتي حيوات كثيرة جدا أستفيد فيها وأحلق مع الكاتب في آفاق رحبة واسعة.
ومع القراءة المستمرة يصبح التعلم والدرس والبحث وراء الافكار والمعاني والمفاهيم والتاويلات والتفسيرات والاراء وما بين السطور هواية، فمنهج فعادة فتغيير. لتنظر الى ماتحت قميصك بعد فترة لتجد شخصا آخر كليا.
في البيت ثالثا قد اجد متسعا كبيرا للصلاة والدعاء وتمتين علاقتي مع الخالق سبحانه وتعالى-ان لم اكن قد فعلت ذلك - وتمتين حالتي الايمانية والنفسية. بل والتأمل بمنطق النظر والتفكر أو بمنطق تخلية الذهن وتبييضه ثم صب الصور الجميلة فيه بما يؤسس لحالة ذهنية ونفسية جالبة للراحة والسعادة طالما اصبح ذالك متكررا بصيغة التدريب او التمرين اليومي الذي يجعل من هذه القدرة او المهارة في قمة تألقها.
رابعا في البيت أجد وقتا متاحا بلا ثمن مالي لممارسة الرياضة غير مدفوعة الاجر كما في النادي الرياضي، وقد اجد متعتي بمشاهدة المباريات الرياضية التي فاتتني-أنا لست من متابعي المباريات بينما صديقي السائل يترقب الدقائق لذلك- او الاشرطة السينمائية ذات الفكرة والهدف او الحبكة والاثارة والمتعة التي قد تثري معارفي او متعتي او تحفر في ذهني فكرة او تجربة او تزيد في رصيدي العقلي ان احسنت النظر للمعاني والمفاهيم والحوارات والقصة والافكار التي قد تفيدني بعملي او بحياتي العادية.
هذا ان كنت امتلك وعيا منفتحا ومنهجا علميا ومرجعية وقدرة تحليلية، وان لم امتلك تلك المهارات الاولية فقد ازف الاوان لاطور من قدراتي ومهاراتي الشخصية في هذا الجانب الضروري للبناء الذاتي ولي بآلاف الكتب والمواقع رصيدا كبيرا.
هناك خامسا ورغم ان هناك ايضا سادسا وسابعا وثامنا الخ ما استطيع تدوينه او تستطيع انت فعله، لان المساحة وتوفر الادوات، وتهيئة المناخ:المكان والقعدة وتخير الوقت...الخ، والارادة الصلبة والرغبة المسبقة بالاستفادة وعقد النية والحزم هو الأساس بالاستثمار للمكان/البيئة والزمن.
دعني أقول في خامسا أنني أستطيع أن أنمي قدراتي الكتابية، وليس الاقتصار على سطر لا معنى له او كلمات عشوائية خربوشية او انفعالات وقتية او نُقولات غير مصدرية او سرقات غبية او اقتباسات غير امينة او ادعاءات فنية، انمي قدراتي الكتابية سواء بكتابة المذكرات اليومية او الشخصية من التجارب، او في تمثل الشعر الحقيقي وليس الكلام المسجوع بلا هيبة ولا معني ولا طعم، وتذوق الفن الحقيقي او العلم والادب الحقيقي لكبار الكتاب والادباء والنسج على منواله او الغزل بمغزله.
اما في وقت الليل فلقد تحدث الشعراء وقالوا، وفي القمر قالوا، وفي المساء قالوا ما يمكن ان يصبح لي او لك انشودة او اغنية او مسار فعل ليلي لعلك اهتديت اليه ام انك مازلت تفكر؟
#بكر_أبوبكر
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences