اذكر في صغري .. بقلم / ايمن النادي
الشريط الإخباري :
بقلم: ايمن النادي
لو كان حظر التجول الذي فرضته الحكومة على المواطنين تصادف مع الظروف التي عشناها في الصغر لنجح بكل اريحية.. فقد كانت امي رحمها الله مؤسسة متكاملة.. كان بيتنا مول متكامل.. فكما الحال مع كل نساء ذلك الزمن كان في معظم البيوت حاكورة تزرع فيها الاشياء الضرورية من الخضار وكان تموين البيض من دحاجات البيت وكانت هناك الاغنام التي تصنع والدتي من حليبها اللبن واللبنة والاجبان وكان زيت الزيتون والزعتر والزيتون والمقدوس والمخللات مونة متوفرة بشكل دائم على مدار العام .. والخبز والمعجنات بانواعها كانت تصنع بالبيت.. الارانب ايضا كانت متوفرة في حاكورة البيت مع الاغنام والدجاج بالاضافة للحمام والبط .
منذ ان غابت امهاتنا ونشأ جيل من النساء تعتمد بكل تموينها على المولات فقط ومنذ ان منعت الحكومات المتعاقبة المواطنين من تربية حيواناتهم المفيدة في البيوت وسمحت فقط بتربية الكلاب المدللة والقطط الشيرازية فقد ساهمت بشكل كبير بافشال هذا الحظر.
اعتقد لو شابهت ظروفنا الحالية ايامنا في السبعينات وقبلها لاختلف الواقع الذي نعيشه الان ولما خرج علينا من يقول اننا شعب غير منضبط وذلك لان ما خرج الشعب لتامينه اليوم انما كان بالاصل من اساسيات بيته. رحم الله امهاتنا ايام زمان فقد كن مدرسة في الاكتفاء الذاتي والصناعة المنزلية وهي دعوة لتشريعات جديدة تعيد للبيت دوره الفاعل في تامين الاحتياجات الأساسية ودعوة لسيدات هذا العصر لاخذ دورهن الحقيقي في تامين المؤسسة العائلية بما تحتاجه من هذه الاساسيات. فهل نستطيع؟؟