السنيد يكتب : كي تمضي سفينة الوطن الى بر الامان ..
الشريط الإخباري :
كتب النائب السابق / علي السنيد
لن يطول أمد هذه الازمة، وسيزول السوء ان شاء الله تعالى، وستنقضي الايام الصعبة سريعا، وستصل سفينة الوطن إلى بر الامان، وتعود الحياة الى طبيعتها الاعتيادية.
وهي شدة وتزول، وتعود الحياة لتدب في أوصال الوطن، ويعود المجتمع اكثر ثقة بنفسه، وإيمانا بالله، وينهض الوطن ويخرج سالما معافى.
وهي ليست نهاية الدنيا ان تواجهنا التحديات على هذا المستوى ، وثقتنا بالله كبيرة، وهي فرصة كي يتعمق الإيمان، وندرك نعم الله علينا.
ولا يجد الإنسان ما يسعه في زمن انتشار الاوبئة أولى من بيته، فلتسعنا بيوتنا، ونتجنب نقل الضرر في المحيط الاجتماعي، ولا نغامر بمصائر الآخرين، ففي المصافحة إمكانية نقل الفيروس، وفي الالتقاء مع المحيط احتمالية ان يصبح الجميع تحت طائلة الخطر، وكل التجمعات اليوم مثيرة للمخاوف، وهل بعد توقف صلاة الجماعة وصلاة الجمعة في المساجد من أهمية لأي تجمعات أخرى، وإذا كان التعليم بات معلقا، والوزارات معطلة، وغالبية مؤسسات القطاع الخاص متوقفة عن العمل فهل نفشل كل هذه الإجراءات التي طالت اهم القطاعات ومهام الدولة، وحياتنا الدينية والتعليمية ونحدث اجتماعات ثانوية ناقلة للوباء بفعل خروجنا من المنزل.
والإجراءات المتخذة هدفت للمصلحة العامة، والمواطن الصالح لا يحتاج لقوانين دفاع حتى يستجيب لما فيه خير بلده، ولا يليق أشغال الدولة عن مهامها الرئيسية في مكافحة الوباء، وتامين وصول احتياجات الناس لهم بمعارك جانبية يتسبب بها عدم الالتزام بالصالح العام المتمثل اليوم بالتباعد الاجتماعي، والعزل الذاتي.
والقضية واضحة فالفيروس سريع الانتشار، ويمكن لشخص مصاب به و يملك اطارا اجتماعيا كبيرا ان يحول هذا الإطار الى بؤرة ناقلة للوباء ليصل إلى المئات، وربما الالاف، وقد يصيب الوطن بمقتل، فينقل الاذى منه إلى أبنائه، واسرته، وبعد ذلك لاخوانه وجيرانه، و إلى محيطه، وكل مصاب ينقل بدوره المرض لمخالطلين اخرين، وهكذا تتوسع دائرة الداء، وتكبر الكارثة، وتلقي بظلالها الثقيلة على كل مؤسسات الدولة لا سمح الله فيتم افشال الجهود الكبيرة التي بذلت في الاردن، وطالت كل مناحي الحياة.
وهذا فضلا عن ان اي أردني هو بغنى عن العيش في المخاوف، أو أن يضع نفسه مصدر اتهام في أذية غيره، وذلك اذا انصاع لمتطلبات المصلحة العامة، واستجاب لنداء الوطن، وغلب الوازع الأخلاقي والديني.
ولتسعنا بيوتنا حتى يتم تحديد بؤرة الوباء، وكي يتسنى حماية الاردن من اية تطورات غير محسوبة على صعيد هذا الوباء الذي بات بهدد العالم.