وليُّ العهد الشاب رجلٌ في زمن "الكورونا" .. بقلم / زهير العزه

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

زهير العزه 
الشدائد والازمات تكشف الكثير من خبايا ومكنونات الانسان وشخصيته  من حيث الصمود والقدرة على التحمل او الصبر على الابتلاء والحكمة في اتخاذ القرارات، وهذا ما التقطته من خلال كلمة لسمو الامير الحسين بن عبد الله ولي العهد بثت على مواقع التواصل الاجتماعي .

الامير الحسين بن عبدالله  ظهر في دقائق معدودات عبر مواقع التواصل بصورة ذُهِلتُ معها ،فلم اتوقع ان هذا الشاب الذي مازال يتدرج في رحاب الحياة قد بلغ هذا المستوى من الرجولة التي تؤهله ان يقف امام الاردنيين ناصحاً مطمئناً ، داعياً الى الصبر بحكمةٍ وعزمٍ لا تخلو من نفحة إنسانية .
اقول ومن موقع المراقب والإعلامي الذي قضى من العمر ما قضى وأنا اسعى بالكلمة نحو الصفاء والنقاء نعم ذُهِلت..! فبينما كنت اراقب بعض الزعماء والقادة في هذا العالم الكبير والواسع يتطلع احدهم لحماية اقتصاده لمنافع شخصية وآخر يتطلع  لفتح الشركات وعدم إغلاقها من أجل حملة إنتخابية وبصورة هي أبعد ما تكون عن مصلحة الإنسان، كنت أسمع وأشاهد أميراً شاباً يردد كلمات والده جلالة الملك عبد الله الثاني الإنسان الأردني فوق كل اعتبار .

ففي عهد الكورونا الذي هز العالم وجعل أكبر الدول وأعظمها  قدرةً مالية وعسكرية وتكنولوجية تترنح أو تسقط في فخ التخبط ، كان الأردن بحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني يتخذ قراره بالعمل الفوري على اتخاذ القرار الحاسم من أجل إنقاذ الانسان فكان قرار فرض قانون الدفاع  ومنع التجول وحجز الحرية " في جانبه الإيجابي"، فالأردن البلد الصغير المحدود الموارد تعامل مع الأزمة من منطلقها الإنساني وتحوط للخروج من "الجائحة الوبائية" بأقل الأضرار، فالمتابع لأعداد الموتى في إيطاليا  ويراقبْ حسرة ومرارة الدولة الإسبانية وما تعانيه من فقدان السيطرة على عدو بلا سلاح،  وعجز العبقرية الألمانية ، ويُلقِ نظرةً على هلَعِ الولاياتِ المتحدةِ وهي تتجاوز المرتبة الاولى وتتقدم على الصين في عددِ الإصابات .. يكتشِفْ أنّ بلادَنا تقاومُ  بالتعاون والتكاتف وتحت عنوان قانون  المحبة الذي يجمع القيادة والشعب تحت عباءة الوطن  وتجسد ذلك من خلال حملة التضامن التي دفعت بالبعض أن يتبرع براتبه الشهري وأن يقوم البعض بإعفاء مستأجر من الأجرة الشهرية وغيرها من صور وهو ما أشار إليه الأمير الحسين . 

 الأردن الغارق بالديون والذي لم يسجل على قائمة الدول ذات الاقتصاد العظيم .. والذي يعاني من جحود الاخوة قبل الاصدقاء .. ومع ذلك فإن حكمة قيادته ومبادرات أبنائه .. واستيعاب حكومته وجهودها .. وابتكارات شبابه عززت الامل على خط من نار المواجهة مع عدو قاتل ، ان بإمكانه ان ينتصر فاليوم الأردن هو اكبر من دول كانت تبدو كبيرة ولكنها في الواقع هشة بل هي جمهوريات من ورق احترقت مع اول وخزة إبرة نارية  جاءت من  "كورونا "  فسقطت في بحر من التخبط  ما افقد شعوبها الثقة والأمان .

واليوم  ومن خلال هذه الازمة الأليمة وعلى الصعيد الشخصي اكتشفت قيادة تستطيع ان تحكم أمة بل عالم بأسره، ليس فقط لأنها سليلة الرسول الأعظم (ص) وحسب بل بما تملكه هذه القيادة من كارزما وحكمة وبُعد نظر ورثها القائد الشاب الذي يسيرعلى خطى والده وأجداده بصورة جعلتني وأسرتي ونحن نسمع ونراقب بضع كلمات تم نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي نشعر بأمان وثقة على المستقبل ، وهو ما يفتقده هذه الايام  الكثير من أبناء هذه الارض في زمن الكورونا الذي دخل التاريخ كمحارب عنيد ومستبد .
Zazzah60@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences