نحو محطة كفاحية أشد تعقيداً

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حمادة فراعنة — ليس مهماً الآن، بعد أن خان ناخبيه، وبمن أوصى به ليكون مكلفاً بتشكيل الحكومة، ليس مهماً بعد ذلك، أن بيني غانتس سيتولى رئاسة الحكومة في أيلول 2021 وفق اتفاقية التبادل مع نتنياهو، أو أن هذا الأخير سيخونه ويرميه خارج الحلبة، كما سبق وفعل مع كل حلفائه السياسيين، ولم يلتزم كعادته مع كل الاتفاقات التي وقعها، وفق توقعات الصحفي بن كسبيت، بصرف النظر عن مآله الشخصي، حيث لن يحزن عليه أحد، ولن يتعاطف معه طرف، وسيتم ذكره باعتباره رمزاً فاقعاً لخيانة كل من راهن عليه، في أن يكون بديلاً عن نتنياهو.
افتتاحية هآرتس قالت أن غانتس كان مصدر أمل للإسرائيليين لوضع حد لحكم نتنياهو، ولكنه حطم هذا الحلم، وعزا الكاتب الصحفي ناعوم برنياع سبب تصويت الإسرائيليين لحزب كاحول لافان هو رغبتهم في رؤية نتنياهو خارج الحلبة السياسية، ولكنه كما وصف نتنياهو على أنه ساحر، فهو ما لم ينجح في تحقيقه عبر ثلاث جولات انتخابية، حققه بتفكيك أزرق أبيض، ولذلك شعر الناخبون بالخيانة، اما الكاتب حيمي شليف فقد توقع أن ما سيفعله نتنياهو بغانتس هو مثيل لما فعله بجميع الأغبياء الذين سبقوه، وسيواصل نتنياهو رحلته للهرب من القانون والمحكمة، وكأنه لم يحدث شيئاً. وخلص الكاتب الصحفي الوف بن إلى تصور نتيجة غانتس إلى أنه سينهي حياته كنائب لمن سماه وأطلق عليه ديكتاتور فاسد.
هذه حصيلة ورؤية أغلبية المراقبين الإسرائيليين وقراءتهم لعلاقة نتنياهو مع غانتس. 
ولكن ما هو المهم بالنسبة للفلسطينيي؟ ما هي المعركة أو المعارك المقبلة التي ستواجه طرفي الشعب الفلسطيني على أرض وطنه في مناطق 48 أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وفي مناطق 67 أبناء الضفة والقدس والقطاع؟؟ 
برنامج نتنياهو وحكومته والأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة والدينية المتشددة، يقوم على عاملين مختصرين هما: 
1- قانون يهودية الدولة الذي أقرته كنيست المستعمرة يوم 19/7/2017 بشأن فلسطينيي مناطق 48.
2- خطة ترامب المعلنة يوم 28/1/2020 بشأن مجمل القضية الفلسطينية وتصفيتها وفق رؤية نتنياهو ومصلحة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، نحو عناوين الشعب الفلسطيني وحقوقه وتطلعاته الثلاثة: 1- حقه في المساواة في مناطق 48، 2- حقه في الاستقلال في مناطق 67، 3- حقه في العودة للاجئين، ما يؤكد استمرارية النضال الفلسطيني، حيث لا خيار له سوى خيار العمل ومراكمة الإنجازات مهما بدت متواضعة أمام قوة العدو وتفوقه وقدراته. ليست قدرات الشعب الفلسطيني وضيعة لتحقيق الإنجازات وهزيمة العدو الوطني والقومي والديني والإنساني، بل إن الفرص مفتوحة أمام النضال الفلسطيني وانتزاع حقوقه بشكل تدريجي متعدد المراحل، وأول عامل وأهمه يتمثل بصمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه وإفشال كل محاولات العدو لرمي القضية الفلسطينية خارج وطنه كما سبق له وحقق ذلك بعد عام 1948، حينما رمى القضية الفلسطينية إلى الأحضان اللبنانية، والسورية والأردنية، وبقي كذلك حتى نجح الرئيس الراحل ياسر عرفات على أثر نتائج الانتفاضة الأولى وبفعلها إعادة الموضوع الفلسطيني وعنوانه من المنفى إلى الوطن، وبات النضال الفلسطيني اليوم على أرض وطنه الذي لا وطن له غيره، وفي مواجهة عدوه الذي لا عدو للشعب الفلسطيني سوى المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الذي يحتل أرض الفلسطينيين ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences