سلامة الإنسان تأتي.. أولاً
الشريط الإخباري :
د.حازم قشوع — بدأ الأردن يتعافى والحمد الله من الاصابات التي خلفها اجتياح وباء كورونا للعالم أجمع، وبدأ الاردن يستعيد نشاطه وحيويته بفضل الجهود المحمودة التي قامت بها الدولة الاردنية بأجهزتها عبر تنفيذ مشتملات استراتيجية العمل التي اطلقها جلالة الملك والتي حملت عنوان سلامة الإنسان تأتي أولا، مقدما المجتمع الاردني بذلك نموذجا صحيا استدراكيا بات نموذجا يحتذى على صعيد السلامة الوقائية، ومشكلا ارضية عمل خصبة لعوده الحياة لطبيعتها والى ما كان عليه الحال قبل دخول العالم في مناخات كورونا.
والاردن وهو يستعد للدخول في المربع القادم والذي يسبق مرحلة اكتشاف المطعوم، فان دخول الاردن إلى هذه المرحلة يتوقع ان يشكل نموذجا رياديا للمنطقة كونه كان الاول في انهاء المرحلة الاولى التي تعاملت بحسم وحزم مع مناخات الحجر الصحي والحجز المنزلي فكان ان حقق نتائج باهرة على كافة الاصعدة والمستويات. وهذا ما يضع الاردن امام تحد آخر كبير يمثله كيفية التعاطي مع مشهد. جديد لا يوجد معه خبرات معرفية سابقة يمكن الاستفادة منها في التعاطي والتعامل مع ما هو قادم.
فإذا كانت كورونا وباء عابرا فان معركته تكون قد انتهت، بعد ما تم تجفيف حوامله ونواقله، اما اذا كان فايروسا مهجنا بيولوجيا فان امامنا مرحلة انتقالية اخرى لابد فيها ان نعتاش مع اجواء كورونا الاحترازية وذلك ضمن خطة عمل متممة تقوم على عودة الحياة لكن ضمن اسس احترازية وقائية حازمة ومرنة.
وهذا بحاجة الى منهج تفاعلي بين صانع القرار والمتلقي اضافة لإدارة مركزية تحمل رسائل توجيهية منهجية آليات عمله تقوم على إعاشة منضبطة، وسياساته تعمل ضمن علوم معرفية مرتكزة على قاعدة التجربة والبرهان، ووفق اهداف مرحلية قوامها التدريب الميداني على ثقافة تعاطٍ جديدة فرضتها الحالة الاستثنائية واهداف اخري كامنة تسمح بعودة الحياة العامة وفق مسارات منضبطة ومناهج اقتصادية جديدة تعتمد على منازل اقتصادية ذاتية اكثر مما مضى مع بقاء مناخات الاقتصاد الخدماتي موجودة، وهذا قد يتطلب ايجاد منظومة حوافز تقوم على الابتكار في الصناعة المعرفية والانجاز في المسارات التقليدية الطبيعية الزراعية منها والحرفية.
فان هنالك دروسا مستفادة من الازمة التي نمر بها ليس اقلها من مسألة رفع مستوى الاعتماد الاقتصادي على الذات وهذا يستدعي ايجاد منظومة حوافز تدعم القطاعات التي يمكن تمكينها والبرامج المعرفية التي يمكن ابتكارها واعادة تطويرها او تشكيلها فان الاردني قادر على خوض غمار التحدي اذا ما هيئت له الوسائل لتحقيقها والمناخات الملائمة لتنفيذها.
وهذا ما يمكن للدولة القيام به عبر برامجها ومبادراتها التفعيلية وفي اطار انظمة وقوانين تراعي مسألة توفير مناخات مساعدة على تسخير الطاقات الشبابية العلمية التي يحظي فيها الاردن في تعظيم مسيرة انجازه، وهذا بحاجة الى وحدة عمل تقوم بإنجاز وتصميم البرنامج الانتقالي بطريقة علمية وعملية، تأخذ بالمقدرات والموجودات ركيزة لها لتحقيق ارضية عمل صالحة لموجبات تطبيق الخطة الانتقالية في مجابهة تداعيات كورونا الوباء، وهذا ما باعتقادي يتم التحضير لبرامجه القادم لهذا فلقد نحتاج سعة من الوقت لغايات التحضير وليس لدواعي الحجر، حمي الله الأردن من كل مكروه.