معارك مفتوحة لدى المستعمرة
الشريط الإخباري :
حمادة فراعنة رغم النجاح الذي حققه الداهية الفاسد نتنياهو رئيس الليكود، القائم بأعمال رئيس حكومة المستعمرة، باختراق ائتلاف كحول لافان أزرق أبيض، وكسب بيني غانتس وجابي اشكنازي مع عمير بيرتس رئيس حزب العمل، للانضواء تحت إبطه ليكونوا في حكومته المقبلة، فقد أخفق لهذا الوقت في تشكيل حكومته لسببين: أولهما تنظيمي1_ حول هوية الوزراء ووزاراتهم، 2- هوية وزير العدل إما أبي ينسنكورن أو حيلي تروفر 3- هوية رئيس الكنيست أما ياريف لافين أو يولي ادليشتين.
ثانيهما سياسي يتعلق بقضية ضم المستوطنات والغور الفلسطيني إلى خارطة المستعمرة وفرض السيادة عليها، وإدراج ذلك في برنامج الحكومة.
كتلة اليمين المتطرف برموزها الأربعة: نفتالي بينيت، ايليت شكيد، رافي بيرتس وبتسلئيل سموتيرتس ليسوا مرتاحين لخطوة نتنياهو في الإقدام على التحالف مع بيني غانتس وجماعته ومع عمير بيرتس وحزبه، خشية أن يكون هذا التحالف على حسابهم ولا شك أنه سيكون كذلك تنظيمياً وسياسياً، ولمعرفتهم المسبقة أن نتنياهو يمكن أن يتراجع عن كل وعوده الانتخابية بعد أن ضمن الفوز بتشكيل الحكومة، مع ان هذا الخيار ما زال مستبعداً، نظراً لحاجة نتنياهو لطرفي التحالف معه، كتلة أزرق أبيض من جهة واليمين المتطرف من جهة أخرى، تحقيقاً لمواصلة وظيفته كرئيس للحكومة، وتحقيقاً لمصلحته في التهرب من المحاكمة عبر حصوله على الحصانة البرلمانية أو تغيير خيارات المحكمة وإدارتها من خلال تغيير وزير العدل والمدعي العام، ولكن بروز هذا التعطيل يعكس غياب التوافق والانسجام بين مكونات حكومته المقبلة.
ليست قوى المعارضة أحسن حالاً من تعارضات معسكر نتنياهو المقبل، فالمعارضة تضم ما تبقى من تكتل أزرق أبيض برئاسة لبيد و يعلون من طرف، والقائمة العربية العبرية المشتركة من طرف آخر، وبينهما ليبرمان من طرف ثالث، مما يستوجب أقصى درجات الاهتمام من الأطراف المعارضة الثلاثة التي لها مصلحة في إسقاط نتنياهو وإفشال حكومته، عبر البحث عن الحد الأدنى من القواسم المشتركة بين قوى المعارضة الإسرائيلية، لعلها تُفلح في تفجير الألغام السياسية والمطلبية في مواجهة حكومة نتنياهو إذا فلح في تشكيل الحكومة من المكونات الرئيسية الثلاثة: 1- الليكود، 2- أزرق أبيض، 3- كتلة اليمين المتطرف وقياداتها.
القائمة الفلسطينية الإسرائيلية المشتركة برئاسة الرباعي :أيمن عودة، أحمد الطيبي، منصور عباس ومطانس شحادة، مطالبون أن يرتقوا إلى مستوى التحديات التي تواجههم، وتلبية حاجات شعبهم لمطالب أساسية ضرورية، ويقفزوا عن حالة الاحباط التي سببها لهم خيانة بيني غانتس وانتقاله إلى معسكر نتنياهو بعد الرهان عليه وانتخابه من قبل أغلبية الإسرائيليين للإطاحة بفساد نتنياهو، عليهم أن يخرجوا من هذا المأزق، لأنهم أصلاً أكثر الأطراف معرفة أن بيني غانتس لا تختلف طينته عن نتنياهو، وأن التعارضات الإسرائيلية يجب أن لا تربكهم، وأن يواصلوا الطريق الصائب الذي اختاروه لأنفسهم وهو الاعتماد على المشاركة في الانتخابات البرلمانية كخيار كفاحي تعزيزاً لقرار البقاء أولاً وانتزاع حقهم في المساواة ثانياً، والعمل على تقويض التماسك الصهيوني الاستعماري المتطرف، وكسب انحيازات عبرية إسرائيلية لعدالة مطالبهم الوطنية القومية وانتزاعها من جوف الوحش الإسرائيلي.