من أجل استجابة دولية د
الشريط الإخباري :
.حازم قشوع — يقود الملك عبد الله الثانى الجهود الدولية من اجل استجابة المجتمع الدولي للعمل المشترك، والبدء بتشكيل تحالف دولي في مواجهة كورونا، جاء ذلك في المقالة المشتركة في الفاينانشل تايمز التي كتبت بالشراكة مع الرئيس الألماني والإثيوبي والسنغافوري والإكوادوري، حيث نادوا فيها مجتمعين بضرورة العمل من اجل إيجاد تحالف دولي قادر على التعامل البناء والتعاضد المشترك لتتضافر الجهود الوقائية والمجهودات العلمية والطرق المعرفية وتكون في خدمة الانسان والانسانية.
فان طبيعة التحدي تستدعى من الجميع لضرورة الاستجابة والمشاركة بفاعلية من اجل صالح الانسانية، فان القضايا الانسانية هي قضايا مشتركة وليست قضايا تنافسية لذا كان التشبيك وليس الاشتباك وهو سبيلها ووسيلتها وهذا يتطلب ترسيخ قواعد العمل المشترك وتأطير عنوان المجابهة من خلال الاعلان عن تشكيل التحالف الدولي في مواجهة الوباء.
فان مسالة التبادل المعرفي والشراكة من اجل سلامة الإنسانية تعتبر الاساس في تعزيز مناخات العمل المشترك على ان ياتى ذلك وفق قواعد العمل الانساني الموحد كونها وحدها قادرة على إذابة كل التباينات او الاختلافات من اجل السلم الدولي والسلامة الانسانية.
وهذا ما يقود إلى تعميق العلاقات بين المجتمعات لاسيما المعرفية منها والتي هي مطالبة اكثر من غيرها مع اشتداد هذه المحنة التي تجتاح العالم على وقف مناخات التنافس من اجل الفوز بالمطعوم والبدء بالتشاركية من اجل اغناء روح الانسانية بالمشاركة من اجل سلامة البشرية والانتصار للقيم الانسانية وفق منطلقات ملزمة للجميع وقواعد عمل نافعة للبشرية على ان يتم وضع آلية عمل للعمل الانساني المشترك تقود سبل التنسيق واليات التعاون من اجل الوصول الى علاج ناجع والى مطعوم فعال، يعيد البشرية للحياة والتنقل والبناء والعمل والإنتاج والانجاز،
وحتى لو تأكد صدق تحليلات بعض السياسيين وقراءات اكثر المتابعين ان العلاقات الدولية تمر في مناخات باردة، وقد يكون من الصعوبة بمكان تحويلها الى مناخات دافئة، فان الظروف التي تمر بها البشرية مع اشتداد درجة كورونا الوباء حيث التهديد مناخات السلم البشري والسلام الدولي فان هذه المناخات تستدعى وقفة تضامن وتعاون من اجل الانسانية والبشرية.
فالمستقبل يحتم علينا التضافر من آجل وجوده وان يكون للبشرية مستقبل، كما ان البشرية امام تهديد مباشر يهدد وجودها من على هذا الكوكب اذا استمرت عملية السجال البيولوجي دون توقف فان المفارقة هنا بين الحياة والموت، فليجلس الجميع اذن، على طاولة تعاون مشترك من اجل حياتهم ومعيشتهم ومستقبل ابنائهم، فان هذا المضمار ليس مضمار تنافس بل مضمار عطاء ومشاركة، يتسابق فيه الجميع من اجل خدمة الجميع وهي الدعوة التي حرص على إطلاقها جلالة الملك في هذا الظرف العصيب الذي يشهده العالم وتعيشه الإنسانية.