ما هو الفرق بين فيروس كورونا ونواب البُن بونا ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم الإعلامي / العميد المتقاعد هاشم المجالي 

منذ أن طل علينا هذا الضيف الثقيل الدم  والوسخ والذي قدِم الى الوطن نتيجة عدم الجدية بالتعامل معه في البدايات ، إلا أنه ومنذ أن عرفناه كان له حسنات لا نستطيع أن ننكرها رغم سيئاته ،وقد تكون حسناته مقارنة بحسنات نوائب مجالسنا النيابية  الذين كانوا يتصدرون  الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعي بكذبهم ونفاقهم وتمثيلهم علينا بأنهم هم المثاليون في الانتماء والولاء والعطاء نجد ان ميزان كفة حسنات الكورونا قد رجحت كثيرا على كفة نوائبنا  .

لكنّنا اذا أردنا أن نقارن ما بين هذا النائب من فيروس الكورونا وبعض من نوائبنا فإننا نجد أن نائب الكورونا كان له فوائد و حسنات على كل القطاعات البيئة أو النظافة الشخصية أوحتى على الكثير من الأمور المالية للمواطن سواء كان بتأجيل أقساط البنوك وإنعدام حركة السيارات بسبب الحجر وخلقت أيضا  رياضة اجبارية للشعب الأردني وبالتالي انعكست على تحسين اللياقة البدنية والأخلاقية لديه . كما أنه قام بالتوفير المالي من خلال إنخفاض نسب تعبئة الوقود بالسيارات أوصيانتها او تغير زيوتها كذلك لا ننسى  إنعدام حوادث السيارات ووفياتها وخسائرها المادية التي كانت مسلسلا  يوميا نتابعه وبكل أسى وندم .

 أما إذا نظرنا الى  الكثير من نوائبنا الذين لم نرى منهم الا  التسحيج والفساد والواسطات والمحسوبيات وشراء الذمم ، وذلك من خلال عقود التلزيم للعطاءات أو رعايتهم لزعماء المافيات أو مساعدة الجونيات على خراج العملات الصعبة من البلد وصرفها على المومسات في الكازينوهات وشمات الهوى مع بائعات الهوى وعدم تناولهم للعشيات في سفراتهم الا اذا كان مجانا بموجب دعوات من موظفين البرلمان والسفارات على حساب الكازينوهات ، كذلك لا ننسى أن نوائب مجلس نوابنا قد اعتدوا على الكثير من الوظائف أوعدالة توزيعها مثلما  اعتدوا على الأرصفة وعلى حقوق المواطنين أو على أراضي الدولة .

 نائبة الكورونا  نظمت الدولة وجعلتها تعمل كخلية نحل وطنية نالت رضى المواطنين ، اما نوائب برلماننا فإنهم خربطوا مفاصل الدولة بكل مكوناتها وجعلتهم من المغضوب عليهم  وغير مرضي عنهم  لدرجة أنهم في هذه الأزمة بالذات قد خالفوا القوانين و أوامر الدفاع من خلال  اعتدائهم  على نظام وعدالة صرف التصاريح الأمنية ، وتحدوا الدولة ليخرجوا بسياراتهم ويتمموا بعض أعمالهم المشبوهة والغير معروفة  .

الكورونا جعلتنا نهتم بصحتنا وبأولادنا وبنظافة أحيائنا ومنازلنا كما انها جعلت كل فئات الشعب الأردني يتفاعلون  مع ابناء السبيل والفقراء والمساكين وهذا بعكس ما نتج عن نوائبنا الذين قضوا على الثروة الحيوانية من خلال اقامة لموائد لهم .

 نوائبنا  لم يستطيعوا ان يوقفوا تغول فواتير شركة الكهرباء والمياه في حين ان نائبة الكورونا اوقفت بند فرق الوقود وعطلت الضرائب  والرسوم وجعلت الموظفون وهم في منازلهم يتقاضون رواتبهم ، كما أنها أجلت اقساط كل البنوك ولغت بعضها وخفضت نسب الفوائد واجبرت هذه البنوك ولأول مرة   تتبرع للوطن والمواطن  .

نائبة الكورونا جعلت الجونيات يفرون الى الأردن و يتبرعون من اموال الشعب التي سرقوها ويرجعونها للشعب وللوطن ، كما أنها قد كشفت عن غطاء بعض من نوائب برلماننا الذين كانوا يرافقون الجونيات ويسهلون لهم مصّ دماء الشعب وخيراته ومقدراته  وتحويلها  الى أرصدتهم  خارج الوطن .

نائبة الكورونا فسخت الإتحاد الأوروبي وحطمت الإقتصاد الأمريكي الذين من خلال صناعاتهم العسكرية وبسبب سياساتهم الحقيرة  كنا في حروب دائمة نقتل  بعضنا البعض  ،وفي كل يوم كنا نفقد الكثير من الأرواح من ابناء أمتنا .

نائبة الكورونا ساوت بينا وبينهم وجعلتهم يعانون  مثلما كنا نحن نعاني في صباح او نساء كل يوم ، وصاروا  يفقدون الأرواح ( اللهم لا شماتة ولكنها الحقيقة)بكل يوم مثلما كنا نحن نفقد  ،وكل هذا بفضل  نائبة الكورونا .

نائبة الكورونا جعلت بيوتنا ومنازلنا مقدسة حيث تحولت الى مساجد وكنائس وتم رفع الأذان في كل دول العالم وعملت على التشجيع على تحجب النساء في كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا وامريكا الذين كانوا يحاربون أي مظهر من مظاهر الرداء العربي والإسلامي سابقا .

 نائبة الكورونا أغلقت بيوت الدعارة والملاهي الليلية والبارات وشواطيء التعري وكازينوهات القمار وحاربت الدخان والمخدرات  .
نائبة الكورونا  جعلتنا في حالة ذكر وتوكل على الله واستغفار دائم  بعكس نوائبنا الذين جعلوننا  نصل في بعض المراحل الى الفقر والكفر  .
نائبة الكورونا جعلت كل المعارضة الوطنية للحكومة تغير مواقفها وتشكر  وتدعم الحكومة ، مثلما جعلت طلاب المدارس يحبون المعلم والمدرسة .وجعلت المهاجرين خارج الوطن يحلمون بالعودة للوطن ، بعكس نوائب مجلسنا الذين وسعوا هوة الخلافات بين الشعب والحكومة ، وأزموا الأزمات التي كان يمر بها الوطن ، وكرهوا الطالب بالمعلم والمدرسة وخلقوا  عند كل مواطن أردني حلم الهجرة من الوطن الى غير رجعة  .
واخيرا شكرا للنائبة كورونا وقررت أنا  إذا ما ترشحت النائب الكورونا  للانتخابات النيابية أن اعطيها صوتي الإنتخابي ولا اعطيه لأي نائب من شاكلة نوائبنا الذي كانوا في مجلس برلماننا الثامن عشر .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences