عميش تكتب: من رحم الأزمات تخرج الإنجازات ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
التعليم الإلكتروني مثالًا

في الأزمات، علينا ألاّ نتوقع الكمال في كيفية سير الأمور. لهذا أقول إن الحكومة، ممثلة بوزارة التعليم العالي، والجامعات استطاعت، إلى حدٌ كبير، أن تتخطى العقبات باستخدام ما كان متاحاً من إمكانيات لاستمرار العملية التعليمية / التعلمية باستخدام التعليم الإلكتروني.

ويُعدّ التعليم الإلكتروني واحداً من أشكال التعليم المواكبة للعصر الرقمى؛ إذ يعتمد على تقنيات المعلومات و الاتصالات والشبكات ووسائطها المتعددة فى توصيل المناهج التعليمية والمهارات للطلبة بطريقة تسمح للتفاعل بين الطلبة وبعضهم بعضا من جهة وبينهم وبين الأساتذة من جهة أخرى .

كما يسمح هذا النوع من التعليم من الاستفادة من شبكة الإنترنت وما تحتويه من معلومات حديثة ومصادر تعليمية. ولا ننسى بالطبع بأن التعليم الإلكتروني يساعد الطالب على اكتساب مهارة التعلم الذاتي والتي تعتبر من أهم مخرجات العملية التعليمية/التعلمية.

هناك أشكال عدة من التعليم الإلكتروني: أوله التعليم المتزامن الذي يتطلب أن يستخدم الأستاذ والطالب في وقت واحد أجهزة الحاسوب أو الهواتف الذكية، أما التعليم الثاني فهو غير المتزامن؛ الذي يسمح للطالب بالعمل في الوقت الذي يختاره، وأخيراً هناك التعليم المدمج الذي يجمع بين التعليم الإلكتروني والتعليم الصفي. وقد طُبق هذا الأخير في الجامعة الأردنية في السنوات الأخيرة على العديد من المواد والمتطلبات الجامعية.

للتعليم الإلكتروني متطلبات عدة، منها توفر البنية التحتية التقانية التي تسمح بتطبيق هذا النوع من التعليم، مثل وجود شبكات عالية القدرة لضمان سرعة تنزيل المناهج والبرمجيات التعليمية. وتحويل جزء من الماده التعليمية إلى محتوى إلكتروني، بالإضافة إلى تدريب الأستاذ والطالب على هذه التقنيات.

كلنا نعلم بأن هذه الأساسيات لم تكن جميعها متوافرة، وإن وجدت؛ فهي تكون بنسب مختلفة تبعاً للجامعة ومقدار الجهد الذي بذلته لتطوير هذا النوع من التعليم في السنوات الماضية.

لا أستطيع أن أجزم بأن جميع الأساتذة استخدموا هذا النوع من التعليم خلال هذه الجائحة، وبأن جميع الطلبة تفاعلوا مع أساتذتهم، لأنني لم أقم بإجراء بحث علمي عن الموضوع، ولكن أستطيع القول بإنه، في المجمل، سجل الأردن ( وهنا أتكلم عن الحكومة، ممثلة بوزارة التعليم العالي؛ والأستاذ؛ والطالب ) نهجاً فريداً مهماً في كيفية تخطي العقبات والتعامل مع ما هو متاح للاستمرار بالعملية التعليمية/التعلمية في ظل هذه الجائحة المفاجئة.

لا شك في أن التعليم الإلكتروني ستكون له مكانة مهمة بعد الخروج من هذه الجائحة. وهذا سيكون له أثر بتحسين جودة التعليم؛ وتهيئة جيل يمتلك مهارة التعلم الذاتي والتعامل مع مفردات العصر الحديث.

الدكتوره ناهدةعميش
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences