د. أبو حميدان يكتب .. الكورونا فيروس خبيث ولم يكتشف علاجه وخير وسيلة للوقاية الحجر الصحي ..
الشريط الإخباري :
يُصنف مرض كوفيد 19 والذي يسببه فيروس (SARS-COV-2 ) من أخطر الأوبئة الفيروسية التي سجلها تاريخ البشرية عبر حقبات الزمان ، حيث اصبح هذا الفيروس محور حديث الناس ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم بلا منازع ، كما انه استحوذ على اهتمام دولي وعالمي كبير جدا وذلك لِما نجم عنه من تداعيات اقتصادية واجتماعية وسياسية أثرت على الدول وجعلتها في وضع حرج ومثير للقلق ،
فهذا المرض غيّر مجرى حياة الملايين من الناس رأساً على عقب بل غير حال العالم اجمع وأدخل موازين قياسية جديدة تشمل الأساليب الطبية في الوقاية والعلاج وتسبب بالتباعد الاجتماعي والحق اضراراً وخسائر فادحة تكبدها الاقتصاد العالمي واصبح مهدداً بالانهيار.
كما وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً عن رفع تصنيف فيروس كورونا المستجد من درجة وباء إلى جائحة عالمية وذلك نظراً لتفشي هذا الفيروس الفتاك بوتيرة سريعة تخطى بها كافة الحدود الجغرافية واجتاح اكثر من 180 دولة حول العالم .
فهذا المرض قد يبدأ بدون أعراض وقد يتم تناقله قبل ظهور الأعراض وأحيانا تكون أعراضه واضحة وهذا ما يجعله من أكثر الأمراض الوبائية خطراً على البشرية جمعاء.
ويمر هذا المرض في عدة مراحل أولها طريقة انتقاله من شخص الى آخر فالشخص المصاب ينشر الفيروس خارج جسمه عبر السعال والعطس مما يؤدي الى انتقال الفيروس بالرذاذ عبر الهواء الى شخص آخر أو التصاقه بالأسطح ويتم دخوله الى جسم المصاب عن طريق لمس الفم أو الأنف أو العيون ،
والفيروس التاجي يملك نتوءات على سطحه الخارجي تجعله شبيها بالتاج ومن هنا جاءت تسميته بالتاجي ، وتقوم هذه النتوءات بالالتصاق على سطح الخلية وتعتبر مفاتيح خاصة للعبور من خلال الجدار الخارجي للخلية ويقوم الفيروس ببرمجة الخلية على انتاج فيروسات جديدة عبر تكاثر الحامض الأميني للفيروس في الخلية والتي تصبح مصنع لانتاج هذا الفيروس والانتاج الفائض يؤدي الى ارهاق الخلية ومن ثم اتلافها وهذا يتسبب في انتشار الفيروس للبحث عن خلايا أخرى من أجل زيادة تكاثره وتستغرق هذه المرحلة عادةً 5-6 أيام وهنا تبدأ المرحلة المرضية ، حيث أن الجسم يبدأ في تفعيل الجهاز المناعي عندما يكتشف وجود هذا الجسم الخبيث ويبدأ في مهاجمته وهنا تبدأ بعض الأعراض بالظهور مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال الجاف وفقدان الشهية والاسهال وفقدان حاسة الشم والتذوق وضعف الجسم وهذه الأعراض قد لا تظهر عند 50 % من الناس .
فبعض المرضى والذين يمثلون 80 % من الحالات تكون إصابتهم بسيطة أو متوسطة بحيث يستطيع الجهاز المناعي لديهم تدارك الأمور والتصدي لهذا الفيروس والقضاء عليه وهنا يتطلب الأمر حجر المريض منزلياً لتفادي قيامه بنشر المرض ونقل العدوى للآخرين .
أما المرحلة الثالثة للمرض وهي المرحلة الحساسة والحرجة عند 20 % من المرضى ذوي الجهاز المناعي الضعيف والمصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض الرئة المزمنة والقلب والسكري وهنا تصبح الأمور أكثر تعقيداً وخاصة عند وصول الفيروس الى الرئة حيث يتسبب بحدوث التهاب الرئة وتكوين سوائل بها تعيق وتمنع عملية نقل الأوكسجين من الرئة الى الدم و نقل ثاني أكسيد الكربون من الدم الى خارج الجسم و هذا قد ينجم عنه إصابة الكلى بنقص الأكسجين وبالتالي تلف خلاياها أو حتى ضعف عضلة القلب وربما توقفه وهنا تكمُن الخطورة في حدوث الوفاة،
وعند نقل المرضى الى أقسام العناية الحثيثة وبمساعدة أجهزة التنفس يتم تفادي المضاعفات المذكورة عند الكثير من المرضى ، ولكن مسألة عدم توفر أسرة عناية حثيثة كافية في كثير من دول العالم أدى الى رفع نسبة الوفيات لديهم وخاصة عندما تجاوزت أعداد المصابين الطاقة الاستيعابية للمستشفيات وان بعضهم يعانون من أمراض مزمنة ونقص المناعة وتعد هذه الفئة الاكثر عرضة للوفاة مقارنةً بالآخرين ، ومن أحد المضاعفات التي قد تحدث ايضاً في هذه المرحلة نشوء التهاب فيروسي بكتيري وهو ما يسمىSuper Infection لذا يتم تزويد هؤلاء المرضى بالمضادات الحيوية الى جانب المضادات الفيروسية .
تتراوح مدة الشفاء في الحالات البسيطة والمتوسطة ما بين أسبوعين الى ثلاثة ولكنها قد تصل الى خمسة او ستة أسابيع في الحالات الصعبة ، فعلى الرغم من عمل الباحثون بشكل حثيث في جميع أنحاء العالم لإنتاج لقاح او اكتشاف علاج له إلا انه لا يوجد حتى هذه اللحظات علاج فعال لهذا المرض ولا لقاح للوقاية ايضاً ولكن أفضل طرق احتواء هذا الفيروس ومنعه من الانتشار هو الحجر الصحي.