الدكتور فايز ابو حميدان يكتب عن .. الحياة بعد الحجر الصحي
الشريط الإخباري :
نرى يوميا علامات الفرح والسعادة في وجوه الأردنيين عندما يعلن وزير الصحة في مؤتمره الصحفي اليومي انخفاض عدد حالات الإصابة بمرض الكوفيد 19 وارتفاع حالات الشفاء لذا ستكون الفرحة والسعادة بلا حدود عند إعلان انتهاء كابوس الحجر الصحي المفروض علينا منذ عدة أسابيع وستبدأ حياة جديدة تختلف عما كانت عليه قبل انتشار فيروس الكورونا.
فحرية الحركة والتنقل من الناحية الشخصية والاجتماعية ستشعرنا بالخلاص من هذا السجن البيتي الذي أجبرنا عليه حفاظا على صحتنا وصحة الآخرين سينعم أطفالنا باللعب خارج البيت وزيارة زملائهم وأصدقائهم سيصبح بمقدورنا التسوق من الأماكن المعتادة وتأدية الواجبات العائلية والاجتماعية وممارسة طقوسنا الدينية سوف نتمكن من لباس ما نريد وستظهر نسائنا بجمالهن المعتاد ولباسهن البراق سنفرح بمشاهدة زملائنا في أماكن العمل التي كنا نكرها وسنجد لمكان العمل حيز جديد في قلوبنا سنصبح أكثر تسامحا وحبا للآخرين سنشعر بالدفء العائلي والاجتماعي الذي اقتصر على الاتصالات الالكترونية والهاتفية سوف تسود عادات وممارسات حياتية جديدة مثل تحية واستقبال به بعض الجفاء ولكننا سوف نتعود عليها مع ذلك سيكون كل هذا ممزوج ببعض الخوف من عودة هذا الفيروس الشرير والذي سوف يلاحقنا ويبقى في الذاكرة لأجيال كثيرة.
سيكون لدينا واجبات جديدة فعناصر الإنتاج من عامل وأرباب عمل عليهم إيجاد معادلة عادلة لتنظيم العلاقة بينهم فنجاة المؤسسة او الشركة ضروري ولكن المحافظة على الموظف أمر هام جدا وبدونه لن تستمر الشركة في الإنتاج وتقديم الخدمات فمن يريد ان يأكل فعليه إطعام الآخرين وعلينا جميعا شد الأحزمة قليلا فجميع دول العالم تعاني من أزمة اقتصادية ولا يوجد لأي دولة مهما كانت غنية متسعا كبيرا لمساعدة الآخرين أي يجب ان نعتمد على أنفسنا فعنوان المرحلة القادمة هو القناعة والعمل الجاد والثقة بالنفس وبالقدرات فبلدنا أثبتت عبر هذه الأزمة ان المقدرات المادية ليست العامل الحاسم في الحفاظ على حياة المواطن، والأردنيون اثبتوا حسن الأداء من شعب او قيادة فتكاتفنا أدى الى نجاحنا.
سنبدأ من جديد في العمل من اجل النجاح والتفوق وسيدخل الأمل الى نفوسنا.
مناظر الفرح في مدينة ووهان واستعداد الناس الى التنقل والسفر هو بريق امل لكل شعوب العالم سيصبح بمقدورنا أيضا التنقل والسفر والترحال في المروج الخضراء وجبال الأردن الجميلة، سيصبح للبحر ذوق اخر في نفوسنا بل سنشتاق الى الصحراء وسنجد متعة في كل هذه الأماكن.
سنحمد الله اننا قد نجونا وبلدنا كان اقل الدول تضررا في العالم وسيبقى للضحايا مكان في ذاكرتنا ممزوجة بالحزن والمرارة بغض النظر عن جنسياتهم وديانتهم ولون جلدهم فإنسانيتنا ظهرت بوضوح فوداعا للكورونا التي علمتنا دروسا حياتية جديدة