اسمعوا نصيحة د. فايز أبو حميدان يا حكومة .. استيعاب طلبة الطب في الأردن غاية في السهولة وإليكم الطريق ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

تحاول الحكومة الأردنية إعادة جزء كبير من الطلبة الأردنيين من خلال خطة مدروسة وفي فترة زمنية منظمة فالكل يحيي هذه المبادرة والخطة، فخبرتنا مع لجان الأزمات في زمن الكورونا في الأردن جيدة وثقتنا بالحكومة والخطوات المتبعة لا حدود لها.

ولكن بدا نقاش طويل حول إمكانية استيعاب الطلبة في الجامعات الأردنية وان هذا الأمر شبه مستحيل لان القدرة الاستعابية محدودة وخاصة عند طلبة الطب العام وطب الأسنان والصيدلة ولكن أزمة الكورونا أعطتنا دروسا كثيرة وغذت القوى الإبداعية لدى الناس ووجدنا حلول لمشاكل كثيرة كان حلها في الظروف العادية غير ممكن ولذلك فأنا اطرح سؤال مهما الا يحق للجامعات الأردنية الخاصة التي تتمتع بسمعة جيدة بالرغم من وجود بعض الإخفاقات التعليمية بان تقوم بافتتاح كليات طب وصيدلة بالتعاون مع المستشفيات الخاصة التي يزيد عددها عن 60 مستشفى ولديها الإمكانية ان تصبح مستشفيات تعليمية لتحمل العبء في احتضان هؤلاء الطلبة في الأردن، فمستوى التعليم الجامعي في الأردن جيد ولكنه يحتاج الى التطوير والانتقال من الأسلوب التلقيني الى الأسلوب الإبداعي ودمج التعليم الجامعي مع التعليم عن بعد وإقحام طلبة الطب والصيدلة في مجال العمل الطبي خلال الدراسة كما هو الحال في دول أوروبية فنحن نريد من طالب الطب ان يكون إنسانا قبل ان يكون طبيبا وان يتعرف على مهنته قبل إنهاء دراسته فالجانب العملي ضعيف لانهماك الطلبة في الحفظ الذي يسببه الأسلوب التلقيني للتعليم.

يضاف الى هذا ان طلبتنا في الخارج يتلقون تعليمهم في جامعات خاصة فلماذا لا يسمح هذا في بلادنا ؟

كما انه من الواجب هنا التركيز على وضع أسس رقابة ومتابعة من الدولة لضمان حسن سير وتطور العملية التعليمية يشرف عليها أساتذة من أصحاب الخبرات الطويلة الذين يتمتعون بنزاهة عالية ويا حبذا استقطاب أساتذة من خارج الأردن، كما يجب العمل على توحيد المناهج الدراسية في القطاع العام والخاص والتركيز على تخريج كوادر بقدرة علمية وإنسانية لأهمية هذه المهنة كما شاهدنا في أزمة الكورونا.

ويجب التطرق لأمر مهم وهو عدم السماح لبعض الجامعات باستغلال الطلبة ماديا فللأسف نجد ان تكاليف تعليم الطب والصيدلة الموازي في الأردن أعلى منها في أمريكا وأوروبا وهذا أمر غير صحي وغير صحيح فنجد جامعات عريقة في أوروبا أعمارها يزيد عن 750 عاما سعر الساعة المعتمدة لديها يضاهي 30% مقارنة مع سعر الساعات المعتمدة في الأردن فلماذا هذا ؟

ان استيعاب طلبة الطب في الجامعات الخاصة مسألة تتطلب فقط حسن التخطيط والابتعاد عن البيروقراطية والحزازية والتعصب للمواقف السابقة فمصلحة البلد وهؤلاء الطلبة وعائلاتهم تعتبر الان اولوية وربما كانت كارثة كورونا فرصة جيدة للتطوير.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences