من يرحم الأردنيين ..؟ بقلم / فارس الحباشنة
الحكومة تعلن عن سقوف سعرية ولائحة الزامية لاسعار للمواد الغذائية والاستهلاكية والخضار والفواكه، ولكن هل يتلزم التجار بها ؟
كثير من الاردنيين في كورونا ورمضان يرحلون الى الجوع، ليس من الصيام انما قلة الحيلة والعوز، والفقر. هوامير التجار لم يتغير على سلوكهم شيء في غمرة كورونا وكما قبلها.هوامير يمسكون السوق، ويحتكرون ويتحكمون، ورثوا وكالات واحتكارات كبرى، ومازالوا يقيدون لعبة السوق ويتحكمون بها، ويوجهونها كما يريدون، ويشاركون الفايروس ليكون وباء قهر على الاردنيين البسطاء ومحدودي الدخل والفقراء من موظفي قطاع عام وعسكر ورجال امن.
جشع واحتكار التجار لم يكن ينقصه الا كورونا ليفضحه. كل رمضان يبتلع الهوامير السوق، ويتحكمون بالاسعار، ويضاربون في قوت الاردنيين الغلابة. ويوزعون التسعيرة ويلعبون في سقفها وحدها الادنى كما يشاؤون.
ولكن في ازمة كورونا فالأمر مختلف كثيرا. والاضرار الاقتصادية والمعيشية التي طاردت المواطنين سبقت حلول شهر الصوم. وقد سبق التجار رمضان الكريم بان امسكوا السوق باحكتار وتحكم بالاسعار، ووضعوا قانونا غير معلن : فمن لا يملك الدراهم الوفيرة ليموت من الجوع.عبرة كورونية يتداولها تجار كروشهم ابتلعت رواتب ومدخرات الاردنيين.
اللحم المستورد من اغنام وابقار، اسعارها استقرت في اليومين الاولين من شهر الصوم على ارتفاع غير مسبوق. كليو الخاروف 13 دينارا، والعجل 11 دينارا، والاخير لاول مرة يباع بهذا السعر في الاردن.
وبحسب تقرير نشره الزميل عبدالله اربيحات في يومية الغد، فان الاحتكار يقف وراء ارتفاع اسعار اللحوم، وذلك باعتراف صريح من نقابيين ومربي مواشي وخبراء في بواطن واسرار وكواليس اقتصاد اللحوم في الاردن.
والى زاوية اخرى من المجتمع، فان بعض الاثرياء والاغنياء لم يتغير على سلوكهم شيء. فحش في الموائد والاطعمة الرمضانية. ويرمون نصفها في حاويات الزبالة. صديق عامل وطن ابلغني بدهشة عن اسرار حاويات الزبالة، وما يرمى بها من «طعام حرام «. هؤلاء البعيدون عنا في ضواحي عمان الراقية يعيشون، وكأن كورونا لم تمر من الاردن.
الصوم، وقبل ان تولد كورونا،فهو شهر عبادة، فما بالكم مع محنة الفايروس اللعين. والرسول محمد عليه السلام قال : صوموا تصحوا. فكما يبدو ان الصوم وكورونا هما واعظان للفقراء والغلابة من يتقاضون راتب 300دينار شهريا، ومن انقطع راتبهم بسبب ازمة كورونا، ومن يدفعون ثمن جشع واحتكار هوامير السوق الذين سعر كل شيء.
يمعزل عن رمضان.فان المواطنين يواجهون ازمة عيش خانقة وعسيرة بسبب كورونا ومن قبلها. الاردنيون لم يمر عليهم سنوات عجاف كما يجري الان.
على الحكومة أن تقسي يدها على قليلي الرحمة، وتجار الامراض والازمات، وتضبط الامور، وحتى يستعيد الاردنيون البسطاء حدا ولو متواضعا من العافية واليسر في الشهر الفضيل وايام كورونا اللعينة