الأفضل لسوريا .. بقلم / حمادة فراعنة
الشريط الإخباري :
حمادة فراعنة
مثلما يستحق شعب سوريا الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، يستحق شعبها إزالة كل ظواهر العقوبة والحصار التعسفي الظالم المفروض عليها بهتاناً وتسلطاً تحت حجج وذرائع مختلفة!!.
هل حقاً من يفرضون عليها الحصار، يوفرون لها سُبل إزالة هذا الحصار وأسبابه ودوافعه؟؟ ومن يدعون كذباً تعاطفهم مع شعبها هل هُم حقاً كذلك؟؟.
لقد واجهت سوريا حرباً شرسة متعددة الجنسيات وتدخلات إقليمية ودولية، قل نظيرها، وصمدت في وجه تطرف تنظيمات الإسلام السياسي الفاشي، مثلما صمدت في وجه التدخلات التركية والأميركية والأوروبية السافرة علناً، وبلا أي غطاء قانوني من قبل شعبها ودولتها!!.
الذين ادعوا انحيازهم لحق شعب سوريا بالديمقراطية كانوا حلفاء للتنظيمات الإرهابية الفاشية العابرة للحدود وداعمين لها، والذين يطالبون برحيل الدعم الروسي أو الإيراني أو حزب الله، لا يطالبون مقابل ذلك برحيل قوات الاحتلال الإسرائيلي عن الجولان السوري منذ أكثر من خمسين عاماً، وها هي إدارة الرئيس ترامب الأميركية تعترف يوم 25 اذار 2019 بضم الجولان لخارطة المستعمرة الإسرائيلية، دلالة على تأكيد النفاق والكذب لدى كل الأطراف التي تُطالب برحيل من دعم خيارات الدولة السورية في مواجهة قوى التطرف والإرهاب والفاشية التي اجتاحت سوريا لسنوات طويلة.
بمبادرة من معن بشور رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، انعقد يوم الجمعة الأول من رمضان ملتقى عربي دولي افتراضي عبر وسائل التواصل الإعلامي شارك فيه العشرات من الشخصيات الاعتبارية، وقادة الأحزاب والمؤتمرات والاتحادات الشعبية والقومية، وقدم في جلسة افتتاحه الدكتور زياد حافظ باسم مركز التواصل ورقة عمل شكلت أرضية للنقاش وخلاصة للتوصيات مع الإضافات، تعكس حالة الإحساس بالمسؤولية التي تجتاح رغبات وتطلعات الاتجاهات الوطنية والقومية العديدة المنتشرة على امتداد ساحات الوطن العربي نحو سوريا الوطن والدولة لشعبها.
مبادرة المركز ورئيسه والورقة المقدمة، ليست نفاقاً لنظام ثري، وليست انحيازاً لشعب مترهل، وليست تطلعاً لوأد تطلعات الشعب السوري في الديمقراطية والتعددية وتداول السلطة والاحتكام لصناديق الاقتراع، فالذين أسهموا وطرحوا أفكارهم هم ضد الرجعية مثلما هم ضد الديكتاتورية، وهم مع التعددية لأنهم مع الحياة، ولكنهم يدركون الأولويات فقد كانوا ضد الفاشية والإرهاب والتدخلات الأميركية وأدواتها، وضد التدخلات الإقليمية ومؤامراتها، ولذلك هم من المنسجمين مع أنفسهم ووطنيتهم وقوميتهم وينظرون إلى الأمام، ينظرون لأهمية تعافي سوريا وشعبها ليصنع نفسه وقدراته وإمكاناته على الطريق، لاستعادة أمنه واستقراره وعودة النازحين وإزالة معاناتهم،وتحرير سوريا من الاحتلال الإسرائيلي البغيض ومن قصف العدو المتكرر للبنى والمنشآت والتطاول على السيادة السورية.
من يرفض التدخلات الاجنبية وجيوشهم على أرض سوريا، هم الذين يطالبون بحرية سوريا وحينما يتحقق ذلك تستطيع سوريا المطالبة بسحب كل الأطراف التي وقفت إلى جانب الدولة في حربها ضد التدخلات الدولية والإقليمية.
سوريا وشعبها وتراثها وتاريخها يستحقون الأفضل، وما نداء من شارك مركز التواصل ومبادرة الرجل القومي معن بشور، وورقة القومي زياد حافظ، إلا تعبير عن الموقف الصائب نحو خيارات الشعب السوري من أجل الغد، والغد سيكون دائماً هو الأفضل.