لا لتصوير الفقراء والتشـهـيـــــر بـهــم .. بقلم / د. حسين العموش
يزيد الإقبال على العمل الخيري في هذا الشهر الفضيل، من مؤسسات وأفراد وجمعيات ومتطوعين.
بحثا عن الأجر والصدقات، لكن ما يلفت الانتباه هو قيام البعض بتصوير العائلات أو الفقراء أثناء او بعد منح الطرد او المساعدة، وهو أمر خارج عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا الحنيف.
التشهير بالأسر والعائلات بصور وفيديوهات يضع هؤولاء بوصمة اجتماعية تدوم عبر الزمن، فينعتوا من الأقارب او الأصدقاء بأنهم فقراء تلقوا طرودا ومساعدات ماليه ليظل هذا الأمر غصة في حلق كل فرد من أفراد العائلة.
لا يجوز بأي حال من الأحوال تصوير امرأة او شيخ او طفل او أسرة بالمجمل وهي تتلقى المساعدات او الطرود او المال، لان هذا الأمر يخرج العمل الخيري الإنساني عن سياقه ويدخلنا في عمل استعراضي، بعيد كل البعد عن الغاية الدينية والشرعية من تقديم المساعدة لمحتاجيها.
فقد روي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)، وفِي هذا الحديث مقاصد الصدقات التي تقوم على السر والكتمان وعدم التشهير بمن أخذها.
أما في الجانب المهني للعمل الصحفي، فان التشهير بالفقراء ونشر صور العائلات المعوزة وصاحبة الحاجة يعد أمرا خارجا عن أخلاقيات المهنة التي تقوم على عدم اختراق الخصوصيات، وفضحها والتشهير بها، وغيرها من الممارسات السلبية التي تخرج العمل عن سياقه.
هنالك جهات ومؤسسات وأفراد ومحسنين يرفضون أن يصوروا من يتلقى المساعدة، نقدم لهم كل الشكر والتقدير، لكننا نتمنى ان يتوقف الآخرون عن تصوير الفقراء والتشهير بهم ليقال عنهم إنهم مؤسسات وأشخاص يقدمون الخير.
مجتمعنا، مجتمع متكافل، متضامن، محب لعمل الخير، ولذلك لا تفسدوا عمل الخير بالمنة، والله من وراء القصد.